الصوفية في مالابرم
بقلم عبد الرحمن بن عبدالله ك.س
خلاصة
قد لعبت الصوفية دورا بارزا يدا تلقائيا في الحياة الإجتماعية، وانتشر التصوف في أنحاء العالم في قديم الزمان نفسه، واحتضنها التصوف وقت قدوم الإسلام فيها، لما قدم وفد السيد مالك بن دينار رضي الله عنه كيرلا بمسئولية الدعوة إلى الله جاذبوا الناس بحياتهم المتميزة المتفرّفقة من العوام،
فموضوع الدراسة هنا حول شخصيات التصوف البارزة في مالابرم وتفاعلاتها الإجتماعية وهذه تعيننا أن نفهم التصوف الحق وتساعد أن نقوم بالمقارنة بين التصوف الحق والزائف، من حيث قد تفجّرت المتصوفة الباطلة في مستوى العالم
Abstract
Mysticism has a crucial role in the social life of human being It has been widespread all over the world since ancient epochs. The arrival of Thasawuf to Kerala was along with the advent of the Islam to this state, when Malk Ibnu Dinar and his crew had reached Kerala with the mammoth mission of propagation, they were bewitched and enchanted by inhabitants of Kerala
Sufis acted as masterminds behind the uplifiting of Malappuram into a fullfledged district in the various fields especially in socio-political developments. Then a study on the sufis of Malappuram is a need of hour, especially in the wake of massive surge of many fake Sufis.Then the study on the Sufis of Malappuram is a small step to state and project that the Sufism in Malappuram had existed even in old days
المحتويات
مقدمة 11
الفصل الأول 16
حقيقة التصوف 16
أصل التصوف 16
تعريف التصوف 16
حقيقة الصوفية 18
نشأة التصوف 21
التصوف: نسبته وتسميته 22
الدين والتصوف 23
مبادئ التّصوّف 24
التلقي عند الصوفية 26
الطريقة 27
بداية الطريقة 28
بعض الطرق الصوفية المشهورة 29
طريقة الصوفية القدماء 30
أعيان الصوفية المشهورة 31
أماكن الإنتشار 32
وجه التصوف الحديث 32
علاقة المجتمع بالتصوف 35
الفصل الثاني 37
الصوفية الهندية وتأثيرها فى القوم 37
تاريخ التصوف الاسلامى 37
صلة المجتمع بالصوفية 38
أسلوب دعوتهم 39
تربية الصوفيين 40
سلوك الصوفيين عند الملوك 42
التبتل والزهد عند صوفيي الهند 44
نشر العلم والثقافة 45
المؤازرة والمؤاساة 46
تأثير الصوفية في الهند 47
خلفيّة ولاية كيرالا 48
تاريخ التصوف فى الكيرلا 48
كتب التاريخ التصوف فى كيرلا 48
نسيم الطريقة في كيرلا 49
التصوف فى كيرلا 50
ترجمة السيد عبد القادر جيلاني قدس الله سره العزيز 51
الفصل الثالث 53
الصوفيون في مالابرم وتفاعلاتهم الإجتماعية 53
السيد علوي مولى دويله المنفرمي 53
ولادته 53
سلسلته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 54
علاقته بمليبار 54
تلبية الشيخ لنداء الله المقدور 55
تفاعلاته في المجتمع 55
حياته الصوفية 58
طريقة السيد علوي رحمه الله 61
أسلوبه الخاص في حياته 62
نبذة من كراماته 63
سلوكه الصوفي بين الناس 65
دخل السيد فضل بوكوي في تصوف مالابرم 67
أسرة المخدوميين في مالابرم 68
العلامة زين الدين المخدوم الأوّل 69
2- الشيخ محمد بن الغزالى 71
2- عثمان بن الشيخ ججمال الدين المعبرى 72
4- الشيخ زين الدين المخدوم الصغير 72
5- الشيخ عثمان المخدوم بن عبد الرحمن المخدوم الفنانى 72
6- الإمام عبد الرحمن المخدوم بن عثمان بن جمال الدين 72
7- الشيخ عبد العزيز المخدوم الثانى 73
9- السيد با فخرالدين بن السيد اسماعيل 73
10- الشيخ عبد الرحمن المخدوم الثانى 74
11- عبد العزيز المخدوم الثالث 74
12- الشيخ على حسن بن الشيخ العدنى الفنانى 74
13- شيخ محي الدين كنى المخدوم الفنان 75
14- الشيخ نور الدين المخدوم الفنانى 75
15- السيد عبد الرحمن على العيدورسى 75
16- الشيخ احمد المخدوم الفنانى 76
17- الشيخ زين الدين المخدوم بن محمد لبا الفنانى 76
18- القاضى محمد بن الشيخ الصوفى الفنانى 77
19- الشيخ على حسن المخدوم الثانى الفنانى 77
20- زين الدين مخدوم الصغير 77
الفصل الرابع 79
أهل التصوف في مالابرم الحديثة 79
الشيخ أحمد كوتي مسليارالفانغي 79
حياته الدعوية والصوفية 80
العلاقة بينه وبين سمستا 84
الشيخ قطبي محمد مسليار 86
رئيس المحققين كنّيت أحمد مسليار 88
الشيخ أحمد كويا الشالياتي رحمه الله 90
الشيخ القاضي شهاب الدين زين الدين رمضان الشالياتي 93
برونّا محي الدين كوتي مسليار 94
عبد العلي كومو مسليار 95
تشابننغادى بابو مسليار 96
الشيخ محمد مسليار كوتناد 97
الشيخ بتيابلا عبدالرحمن مسليار 98
كوتوملا أبوبكر مسليار 98
السيد شهاب الدين إنبيجي كوي 99
الخاتمة 101
المراجع والمصادر 102
المحاورة مع الأشخاص 102
الكتب 102
مقدمة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وتبعه وتباع تبعه أجمعين وبعد،
إن الله سبحانه وتعالى أرسل الأنبياء لدعوة الناس إلى سبيل الرشاد وختمت سلسلة النبوة بعد وفاة النبي المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فالمسئولية لإرشاد الناس إلى الطريق السوي بعد النبوة لذي الولاية، والولاية تنال بالتصوف والتصوف يصفو أفئدة الناس من القذر
إن الكلام عن مصادر الصوفية كالكلام على مصادر كل حركة أخرى، أمر كبير الصعوبة، أن البحث عن مصادر كل وجه من وجوه النشاط الإنساني في مظهره الروحي يجب أن يرقي في الحقيقة إلى مبدأ الوجود الإنساني نفسه، حينما بدأ الإنسان يعبر عن خلجات نفسه كإنسان
ويجدر بنا هنا أن نعلم إن هذه العناصر المختلفة لم تكن الأساس الذي قام عليه التصوف الإسلامي، ولا أنها دخلت في التصوف مرة واحدة، ولكنها تسربت إلى المتصوفين شيئا بعد شيئ في أزمنة متطاولة حتى تجمعت على ما نراه فيما يلي:
المصدر المسيحي- إن الزهد نفسه إسلامي ولكن الإيغال في التبتّل كاعتزال العالم والإنقاطاع عن التناسل وقهر الجسد بالتقشف أمر تشرك المسيحية فيه الهندوكية، وأنا لا أرى بأسا أبدا في أن يكون الزهاد المسلمون قد تأثروا بالرهبان النصارى بعض التأثر فإن القرءان الكريم يمدح النصارى الأولين مدحا طيبا ويرد هناك بحث طويل لا مجال لنا له
المصدر اليوناني- غير أنه من المحتمل أن يكون المسلمون قد تأثروا بالإتجاه الفلسفي الذي ساد العقل اليوناني، بدأ التصوف الإسلامي بداءة دينية فكان إسلاميا محضا، ثم إن المتصوفة تطلبوا اطمئنانا عقليا وتأويلا فلسفيا لما يعتريهم من الأحوال فوجدوا ما أرادوه في الفلسفة اليونانية وفي التفكير الهندي، تسرب إليهم من طرق مختلفة،
المصدر الهندي- يظهر أن الشعب الهندي قد تقلب في أحوال سياسة إجتماعة واجتماعية جعلته يوغل في الإتجاه الصوفي، فالهنود شديدو التأثر بالإيحاء الشخصي حتى لقد زادوا على ما يتطلبه التصوف، أما في تقشفهم واحتقارهم للدنيا فلقد وافقوا التصوف في جميع اشكاله على ان هذا التصوف مبني عندهم على فكرة التناسخ إنهم قالوا بتناسخ الأرواح بالتقمّص في الأجساد والإنتقال من شخص إلى آخر، وما يلقى الإنسان من الراحة والتعب أو الدعة والنصب فمرتّب على ما أسلفه من قبل مجازاة على ذلك، والإنسان أبدا في أحد من الأمرين إما فعل وإما جزاء وماهو فيه فإما مكافأة على عمل قدمه وإما عمل ينتظر المكافأة عليه
التصوف اليهودي- ولعل أبعد ما يذهب إليه الظن الخاطئ أن يكون التصوف الإسلامي قد تأثر بشيئ اسمه التصوف اليهودي، ويمكننا أن نصرف هذا الزعم فيما لو خطر لأحد بدليلين:
الأول: إن الدين اليهودي دين مادي لا تلائمه فكرة التصوف في شيئ والثاني: لا سبيل إلى تمحّل الأدلة لوجود أثرالتصوف في العهد القديم فاليهود أخذوا التصوف من الأفلاطونية الحديثة وعن المسلمين انفسهم
إن موضوع الدراسة هنا دور التصوف في مالابرم في المجتمع، ولم أنل كتابا في هذا الموضوع في اللغة العربية والمليالمية وأظن أن هذا أول كتاب يؤلف في هذا الموضوع خاصا وقد تركزت على تفصيل حياة الأشخاص الصوفية رغم بيان المبادئ الصوفية، من أنها زيادة التأثير في الناس كما قال الشاعر
حياة رجل في ألف رجل أنفع من مقال ألف رجل في رجل
وهناك كثير من أشخاص التصوف الذين تجذّر التصوف في مالابرم وقسمت دراستي هذه إلى أربعة فصول:
أولها حقيقة التصوف
وثانيها الصوفية الهندية وتأثيرها في القوم
وثالثها الصوفيون في مالابرم وتفاعلاتها الإجتماعية
ورابعها أهل التصوف في مالابرم الحديثة
وأبحث في الفصل الأول ماهية التصوف وحقيقتها لأن التصوف تجربة فردية وجدانية ذات أبعاد مجتمعية وتمثلات جمالية وأخص خصائص التصوف شعور لا يمكن التعبير عنه، فإن الإنسان يصل فيه إلى درجات يضيق عنها نطاق الكتابة، فلا يحاول معبر أن يعبر عنها، إلا اشتمل لفظه على خطأ صريح، لا يمكنه الاحتراز عنه
الحقائق في دراستي هذه العناصر البينة التي تأسست عليها الطريقة الصوفية في الإسلام، ولا شك أن غير الصوفي لا يستطيع أن يعرف حقائق الصوفية أبدا وأن الصوفي الحق لا ينطق بما شاهده كما يقع في العصر الحديث، وإن لكل صوفي طريقة خاصة في الكشف والمشاهدة فإذا علمنا هذا كله أيقنا أنه يستحيل علينا أن نعرف الصوفية من الداخل إلا إذا تصوفنا
ومعرفة الصوفي من طريق القلب لا من طريق الحواس، ومتى انكشف للصوفي شيئ بطريق الإلهام والوقوع في القلب من حيث لا يدري فقد صار عارفا بصحة الطريق، ولعل أجمل تمثيل على ذلك وأدقه ما ذكره الغزالي، فقد شبه الإنسان بحوض، وشبّه المعرفة عن طريق الحواس بالماء المتسرب إلى ذلك الحوض من جوانبه، وعلى هذا المعرفة عن طريق القلب فشبهها بالنبع ف قعر ذلك الحوض تكفل له ماء صافيا ثجاجا، فالعلم الدنيوي كالحوض تتجمع فيه مياه الأمطار والمرافق المجاور والعارف الصوفي كالحوض الذي ينبع ماؤه من قعره
والمستخلص من رموز الصوفية وإشاراتهم أن معنى المعرفة هي أن تتحقق في قلبك حقيقة الوجود فتعرف العالم، كما هو أو تعرفه كما يعرفه الله تعالى فإذا عرفته كما يعرفه الله زال الحجاب بين الخالق والمخلوق وتمت الوحدة بين العارف والمعروف وأصبح كل ما في هذا العالم شيئا واحدا: هو هو! وهناك بحث عميق في هذا الموضوع إن شاء الله أبحث بعضها في دراستي
وقد اختلف في تعريفه فصرّح بعض العلماء: " التصوف الجدّ في السلوك إلى ملك الملوك"، وقيل: "التصوف الموافقة للحق"، وقيل:"إنما سميت الصوفية صوفية لصفاء أسرارها ونقاء ءاثارها"، وقال بشر بن الحارث رضي الله عنه: "الصوفي من صفا قلبه لله "
وقدر للتصوف أن يتأثّر أقواما لما كان التصوف حياة عبر المعاني القيمة لا التعبير بها، هناك قول بين العرب: حال رجل في ألف رجل أنفع من مقال ألف رجل في رجل، وليس التصوف إذن ثقافة كسبية وإنما هو ذوق ومشاهدة، يصل الإنسان إليهما عن طريق الخلوة والرياضة والمجاهدة والاشتياق بتزكية النفس وتهذيب الأخلاق وتصفية القلب لذكر الله تعالى
وإنه اتّهمت الأمة الحديثة التصوف ببيان خاطئ، حتى انفرجت المشائخ الزائفة وأخذوا يحرمون الحلال ويحللون الحرام فتفصيل حقيقة التصوف ذات خطورة
وثاني الفصول أبحث فيه التصوف الهندي وتأثيراته فإني قمت بتفصيل أحوال الصوفية في الهند وتأثيراته في المجتمع فحضرة ا لصوفية في الهند بدأت في قدم الزمان نفسه
ويبحث في الفصل الثالث تاريخ التصوف في كيرلا ومالابرم وقمت بتفصيل تواريخ أشهر الصوفيين مثل السيد علوي مولى الدويلة قدس الله سره العزيز كان قطبا وغوثا للمريدين إنه صار نكتة تحوّل في تاريخ كيرلا الصوفي، وأمكن له أن يجذب كثيرا من الناس إلى طريقته التصوفية، ونمى منه كثير من جهابذة الصوفية ونحريرهم فالبحث فيه ذات خطورة وأهمية كبيرة
وكانت حياته نفسها تصوفه ووقع منه كرامات كثيرة التي يعجب الناس بها من استقراره في وقت بكيرلا وفي وقت آخر من اليوم نفسها بمكة أو غيرها، وإنه تفاعل في تصنيع السلم والسلامة بين الأديان تفاعلات كثيرة، وما كان يشجّع الإرهاب والتهديد أبدا، لأنه قد ثبت في التاريخ كثيرة نماذجه التاريخية من توجيهه للهنادك على موسمهم الخاص
ثم حاولت أن أناقش فيه في أسرة التي كانت في رئاسة الأمة المسلمة الكيرلوية خاصة المالابرمية، وكانوا مشهورين في علم الفقه والشريعة، وفي الحقيقة كانوا من الصوفية الكرام، والمؤرخون لا يبدون هذه الحقيقة بغلبة هذه الأسرة في علم الفقه والشريعة
وكفى بنا من تفاعلاتهم الصوفية مولد منقوص الذي ألفه زين الدين المخدوم الثاني ويواظبه المسلمون اليوم ايضا بشكل عام ومسلمو كيرلا بشكل خاص، ولا شك هذا العمل أحد من أعمالهم الصوفية وهناك كثير هكذا، فنبحث فيه عن أسرته الكريمة
وركّزت في الفصل الثالث الدراسة الهامة عن الصوفيين في مالابرم وتفاعلاتها الإجتماعية واجتهدت أن أسوق بالصوفيين المشهورين في مالابرم ولا أكمن أنّي ما قدرت على تكميل الدراسة في سائر الصوفية التي عاشت في مالابرم، وما وصلت دراستي إلى الصوفية الحديثة لحصر الورقات وبخوفي في كثرة عددها وشمّرت أن أشمل بعض الصوفية الكرام الحديثة في مالابرم ما استطعت من مستطاعي
وبحثت في الفصل الرابع عن الصوفية الذي عاشوا في العصر الراهن مثل كنيت أستاذ، وفانغل محمد كوتي مسليار، وتشابننغادي بابو مسليار وغيرهم ممن رأوهم رأي العين وتفهمنا منهم التصوف حق التصوف ولا شك هذا يعين على تعريف التصوف وأسلوبهم في حياتهم الصوفية، ومن حيث التعريف المكتوب في صوفية مالابرم نادر جدا اجتهدت على تعريفهم في دراستي هذه تقبل الله منا أعمالنا بحذافيرها وجعل هذه الدراسة عونا لمن يشتاق لدراسة هذا الموضوع- آمين
الفصل الأول
حقيقة التصوف
أصل التصوف
وأصل التصوف العكوف على العبادة والإنقطاع إلى الله تعالى والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها، والزهد في ما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه، والإنفراد عن الخلق في الخلوة والعبادة فالتصوف إذن طريقة كان ابتداؤها الزهد الكلي ثم ترخص المنتسبون إليها بالسماع(الغناء والعزف) والرقص بعدئذ تفرقت هذه الطريقة طرائق وتشعبت شعبا، ولكننا في هذا المقام لن نعني بالناحية الفقهية الدينية منها بل يتطور في التاريخ وبإبراز خصائصها في تطورها التاريخي
تعريف التصوف
أن التصوف فهويزكي النفس من الدنس، ويطهر الأنفاس من الأرجاس، ويوصل الإنسان إلى رضى الرحمن، وخلاصته اتباع شرع الله وبما جاء به رسوله الحبيب الكريم وتوكيل الأمور كلها لله، والالتجاء في كل الشئون إليه مع الرضى بالمقدّر، من غير إهمال في واجب ولا مقاربة لمحظور
وقد اختلف في تعريفه فصرّح بعض العلماء: " التصوف الجدّ في السلوك إلى ملك الملوك"، وقيل: "التصوف الموافقة للحق"، وقيل:"إنما سميت الصوفية صوفية لصفاء أسرارها ونقاء ءاثارها"، وقال بشر بن الحارث رضي الله عنه: "الصوفي من صفا قلبه لله "
وهناك كثير من الأقوال تبيّن ماهية التصوّف والصوفي وتعريفه كما وقعت الإختلافات في أكثر الشؤون الإسلامية، وكثرت الأقوال في اشتقاق التصوف عند المسلمين وأشهرها:
من الصوفة، لأن الصوفي مع الله تعالى كالصوفة المطروحة، لاستسلامه لله تعالى
أنه من الصِّفة، إذ أن التصوف هو اتصاف بمحاسن الأخلاق والصفات، وترك المذموم منها
أنه من الصُفَّة، لأن صاحبه تابعٌ لأهل الصُفَّة الذين هم الرعيل الأول من رجال التصوف وهم مجموعة من المساكين الفقراء كانوا يقيمون في المسجد النبوي الشريف ويعطيهم رسول الله من الصدقات والزكاة طعامهم ولباسهم
أنه من الصف، فكأنهم في الصف الأول بقلوبهم من حيث حضورهم مع الله تعالى؛ وتسابقهم في سائر الطاعات
أنه من الصوف، لأنهم كانوا يؤثرون لبس الصوف الخشن للتقشف والاخشيشان إنه سئل الإمام أبوعلي الروذباري عن الصوفي فقال: "من لبس الصوف على الصفا، وكانت الدنيا منه على القفا، وسلك منهاج المصطفى (صلّى الله عليه وسلّم)" وسئل الإمام سهل بن عبد الله التّستري عن الصوفي فأجاب: "من صفا عن الكدر، وامتلأ من الفكر، واستوى عنده الذهب والمدر"،
وقال الشيخ محمّد ميارة المالكي في شرح المرشد المعين: "في اشتقاق التصوف أقوال إذ حاصله اتصاف بالمحامد، وترك للأوصاف المذمومة، وقيل من الصفاء" وقيل غير ذلك من الأقوال التي هي مسطورة في كتب القوم: التصوف له أصالة حقة من الكتا ب والسنة أي مبني على الكتاب والسنة كما قال سيد الطائفة الصوفية الجنيد البغدادي رضي الله عنه: "طريقنا هذا مضبوط بالكتاب والسنة، إذ الطريق إلى الله تعالى مسدود على خلقه إلا على المقتفين ءاثار رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)"، وقال الشيخ تاج الدين السبكي: "ونرى أن طريق الشيخ الجنيد وصحبه مقوّم"، وقال سهل التّستري رضي الله عنه: " أصول مذهبنا- يعني الصوفية- ثلاثة:
الاقتداء بالنبي (صلّى الله عليه وسلّم) في الأخلاق والأفعال، والاكل من الحلال، وإخلاص النيّة في جميع الأفعال"، وقال الشيخ أبوالحسن الشاذلي رضي الله عنه: " ليس هذا الطريق بالرهبانية ولا بأكل الشعير والنخالة"،وانما هوبالصبر على الأوامر واليقين في الهداية قال تعالى: ﴿وجعلنا منهم أئمّةً يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون﴾) سـورة السجدة/٢٤)
وقال سيدنا الامام الكبير أحمد الرفاعي رضي الله عنه للقطب أبي اسحاق ابراهيم الأعزب رضي الله عنه:"ما أخذ جدك طريقًا لله إلا اتباع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فإن من صحت صحبته مع سرّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) اتبع ءادابه وأخلاقه وشريعته وسنته، ومن سقط من هذه الوجوه فقد سلك سبيل الهالكين"، وقال أيضًا: "واعلم أن كل طريقة تخالف الشريعة فهي زندقة" وقال رضي الله عنه أيضا: "الصوفي هوالفقيه العامل بعلمه "
وقد حكى العارف بالله الشعراني في مقدمة كتابه الطبقات إجماع القوم على أنه لا يصلح للتصدر في طريق الصوفية إلا من حذق وتبحر في علم الشريعة وعلم منطوقها ومفهومها وخاصها وعامها وناسخها ومنسوخها، وتبحر في لغة العرب حتى عرف مجازاتها واستعاراتها وغير ذلك
والحكمة في هذا الإجماع كما قال الشعراني ظاهرة لأن الإنسان إذا تصدّر للمشيخة والإرشاد اتخذه المريدون قدوةً لهم ومرجعًا يرجعون إليه في مسائل دينهم، فإذا لم يكن متقنًا لعلم الشرع متبحرًا فيه قد يضل المريدين بفتواه فيحل لهم الحرام ويحرم عليهم الحلال وهولا يشعر، أيضا فإن أغلب البدع القبيحة والخرافات إنما دخلت في الطريق بسبب كثير من المشايخ الذين تصدروا بغير علم ونصبوا أنفسهم للإرشاد من غير أن يكونوا مستحقين لهذا المنصب الجليل
حقيقة الصوفية
ونجد الكثير من المنسوبين إلى التصوف اليوم والى طرق أهله قد أصابوا العمى بشدة جهلهم فيظنون أنهم بمجرد أخذهم لطريقة صوفية معيّنة يرتقون إلى أعالي الدرجات، وبمجرد قراءتهم للأذكار والأوراد ينتهون إلى الدرجة العالية ومقام الإرشاد، وفي نفس الوقت يهملون تعلم العلوم الشرعية الضرورية وتطبيقها، فيتخبطون في الجهل والفساد وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، ويدخلون في طريق القوم البدع الفاسدة والفتاوى الشاذة والأقوال الضالّة التي ما أنزل الله بها من سلطان ويزعمون أن هذا من الأسرار التي لا يطلع عليها إلا أهل الباطن ولا يفهمها أهل الشريعة الذين هم أهل الظاهر، وإذا قدّم لهم شخص نصيحة يقولون: أنتم أهل الظاهر ونحن أهل الباطن لا تفهمون هذا، فلذلك سمّاهم أهل العلم والصوفية الصادقون بالمتصوفة أي أدعياء التصوف،
وإن كان الأمر هكذا لا نمكن أن نشمل كل من يقول ضد الشريعة في بعض الأوقات والأحيان الخاصة لأنه هناك كثيرمن الصوفيين المشهورين قد ورد من ألسنتهم ضد الشريعة الظاهرة مثل الشيخ الحلاج رضي الله عنه، إنه قال "أنا الحقّ"، وقال آخرون من اهل التصوف "ما في كيسي إلا الله، وما في جيبي إلا الله" وهذه الأقوال من مثل هؤلاء أصحاب التصوف الصاف، لا شكّ فيه لا يبالي الله بهذه الأقوال الصادرة من هؤلاء الصوفية ومن مثلهم،
وصرّح أئمة أهل السنة والجماعة من مثل الإمام الشافعي رضي الله عنه: لوكنت حين يقتل الحلاج لمنعت قتله لأنه وليّ الله الكريم هوالمقرّب إلى الله كثيرا، هوقال هذه الأقوال الذي يوهم الشر والفساد والشرك بزيادة حبه إلى الله، فإذا كان المحبوب والحبيب إشتدّت فيهم المحبّة أنهم صارا كواحد يشتكي الآخر إذا اشتكى أحد منهما، ولا يفرح واحد منهما حينما يندم أحد منهما فإذا فرح بندم واحد منهما نتيقّن لم يقع بينهما المحبة الحقة الصافية
فعلينا أولا أن نفهم الصوفية الحقة حق الفهم، هناك أحوال كثيرة للصوفيين وهناك أنواع من الصوفيين وأحد الأنواع منهم الملامتيون، إنه يرتكبون الإثم الذي يراه العوامّ غير الملائق والملائم لأهل التصوف مثل أن يترك الجماعة، وأن لا يذكر الله ظاهريا فيريدون أن يتوهّمهم الناس على أنهم أهل الشر فلا يقع في قلبهم التبختر والكبر، فيمكن لهم أن يعبد الله خالصا قلبه لوجه الله العظيم الرحيم بغيرالرياء والكبر
هذا نوع واحد فقط، وهكذا لهم أحوال كثيرة، فأفضل الصوفية الذي صفى قلبه من الكدر والشر وأمكن له أن يدبّر قلبه وجسده من الشواعر والعواطف والأقوال الذي تصدر حينما تغلب المحبة والعبادة إلى الله، فهذا في المكان الأسفل مما قلته من النوع الأول،فإذا صفى القلب لا يقع منهم هذه الأقوال الواهية الموهمة شرا،
وقال الإمام الرفاعي في الرد على المتصوفة: "كل طريقة تخالف الشريعة فهي زندقة"، وقال رضي الله عنه: "شيّدوا أركان هذه الطريقة المحمدية بإحياء السنة وإماتة البدعة"، وقال: "كلّ الآداب منحصرة في متابعة النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قولا وفعلا وحالا وخلقًا، فالصوفي ءادابه تدل على مقامه، زنوا أقواله وأفعاله وأحواله وأخلاقه بميزان الشرع"، وقال: "أيها الصوفي لم هذه البطالة؟ صرّ صوفيا حتى نقول لك: أيها الصوفي " وقال: "لا تقولوا كما يقول بعض المتصوفة: نحن أهل الباطن وهم أهل الظاهر، هذا الدين الجامع باطنه لبّ ظاهره، وظاهره ظرف باطنه لولا الظاهر لما بطن، لولا الظاهر لما كان الباطن ولما صح، القلب لا يقوم بلا جسد بل لولا الجسد لفسد، والقلب نور الجسد هذا العلم الذي سمّاه بعضهم بعلم الباطن هوإصلاح القلب "
وهؤلا ء الأقوال للعلماء كلها لمن يتصوّف بالتقوى والورع والإحتياط، بل ليس في الشريعة تحليل الحرام وتحريم الحرام لأي أحد، فيرد أقوال المخالفين: نجد كثيرا من الصوفيين لا يصلّون مع أن الصلاة عماد الدين وفرض عين لكل مسلم ومسلمة ولم يفرق الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بين تطبيق الصلاة احدا من الناس أوأمّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، فإذا يتسامح الله سبحانه وتعالى في الصلاة لأحد من الناس كان تسامح لرسوله وحبيبه لأنه بشّره بأنه أشرف البشر وخير الناس ولا حاجة له الصلاة لصفاء قلبه وشكر الله،
فقول الإمام الرفاعي : "فإذا تعين لك أن الباطن لب الظاهر والظاهر ظرف الباطن ولا فرق بينهما ولا غنى لكليهما عن الآخر، فقل: نحن من أهل الظاهر وكأنك قلت ومن أهل الباطن أيّ حالة باطنة للقوم لم يأمر ظاهر الشرع بعملها؟ أيّ حالة ظاهرة لم يأمر ظاهر الشرع بإصلاح الباطن لها"
هذا القول صحيح ولكن نجد بعض الصوفية الحقة الذين لا نراهم يصلّون ولا يصومون ولا يقضون الزكوة إنها كلها في الظاهر فقط، ولعلهم يصلّون في مكان لم نراهم فيه، كما وقع هذا من الصوفية المشهورين في كيرلا، مثل الشيخ سي ايم ولي الله نوّر الله مرقده، لما دعته أمه للحج أجاب: إذهبي، سآتي مكة للحج إن شاء الله، فلما كانت أمه تنسك نواسك الحج كاد أن يزلق فأخذ الشيخ سيايم ولي الله نور الله مرقده يدها هذا المثال كاف شاف لقول المخالفين
فعلى ما ذكر يتبين أن كل بدعة تراها في الطرق الجارية المتداولة بين الناس فلك أن تعرض ما تراه وتسمعه فيها من البدع القولية أوالفعلية على قواعد الشرع فإن لم توافقه فانبذها، قال السيد أحمد الرفاعي: "كل حقيقة ردتها الشريعة فهي زندقة، إذا رأيتم شخصًا تربع في الهواء فلا تلتفتوا إليه حتى تنظروا حاله عند الأمر والنهي "، أي يوزن أفعاله وأقواله بميزان الشرع فإن لم يوافقها فيترك، وقال رضي الله عنه: "سلّم للقوم أحوالهم ما لم يخالفوا الشرع، فإن خالفوا الشرع فكن مع الشرع "
دخل في التصوف عظماء العلماء لكونه مبنيًّا على الكتاب والسنة وانضم إلى زمرة أهله فحول من الكبراء كالحافظ أبي نعيم، والمحدث المؤرخ أبي القاسم النصراباذي، وأبي علي الروذباري، وأبي العباس الدينوري، وأبي حامد الغزالي، والقاضي بكار بن قتيبة، والقاضي رويم بن أحمد البغدادي، وأبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري الجامع بين الشريعة والحقيقة، والشيخ الفقيه محمد بن خفيف الشيرازي الشافعي، والحافظ ذي المصنفات في الحديث والرجال أبي الفضل محمد المقدسي، والشيخ عز الدين بن عبد السلام المالكي، والحافظ ابن الصلاح، والنووي، وتقي الدين السبكي وابنه تاج الدين السبكي، وأبي الحسن الهيكاري، والفقيه نجم الدين الخبوشاني الشافعي، والفقيه المحقق سراج الدين أبي حفص عمر المعروف بابن الملقّن الشافعي، والحافظ جمال الدين محمد بن علي الصابوني، والحافظ شرف الدين أبي محمد عبد المؤمن الدمياطي، والحافظ أبي طاهر السّلفي، والمسند المعمّر جمال الدين أبي المحاسن يوسف الحنبلي، وقاضي القضاة شمس الدين أبي عبد الله محمد المقدسي، والمفتي شرف الدين أبي البركات محمد الجذامي المالكي، والإمام بهاء الدين أبي الحسن علي بن أبي الفضائل هبة الله بن سلامة،
وهناك أيضا آخرون لا نتعرف بكلهم على الصحيح مثل الحافظ أبي القاسم سليمان الطبراني صاحب المعاجم المعروفة، والمفتي جمال الدين محمد المعروف بابن النقيب، وقاضي القضاة الشيخ عز الدين عبد العزيز، ووالده قاضي القضاة بدر الدين أبي عبد الله محمد، ووالده شيخ الإسلام برهان الدين ابراهيم بن سعد بن جماعة الكناني الشافعي، والشيخ أبي عبد الله محمد بن الفرات، وقاضي القضاة تقي الدين أبي عبد الله محمد بن الحسين بن رزين الحموي الشافعي، وشيخ الإسلام صدر الدين أبي الحسن محمد، وشيخ شيوخ عصره عماد الدين أبي الفتح عمر، وشيخ الإسلام معين الدين أبي عبد الله محمد، والشيخ المفسّر النحوي أبي حيان الأندلسي، وقطب الدين القسطلاني المشهور، والمفسر كمال الدين ابن النقيب، والحافظ أبي موسى المديني، والعلامة نجم الدين أبي النعمان بشير بن أبي بكر حامد الجبعبري التبريزي، والحافظ جلال الدين السيوطي، والشيخ عبد الواحد بن عاشر الأنصاري المالكي، والعلامة المحقق الشيخ أحمد بن المبارك اللّمطي، وغيرهم خلق كثير مما تضيق عن ذكرهم هذه الأسطر، فلا تجد عالمًا كبيرًا ومحققا شهيرا إلا ودخل في طريق القوم والتمس بركتهم ونال الحظوة بسبب الانتساب إليهم، فمن قرأ تراجم العلماء والمحدثين وتتبع سيرتم واستقصى أخبارهم أدرك ذلك، ومن أنكر ذلك فهوجاهل متعنت لا اعتداد به ولا عبرة بما يقول
نشأة التصوف
إن تاريخ التصوف طويل عميق فعلى أرجح الآراء، أوّل ما نشأ بالبصرة، وأول من بنى ديرة التصوف بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد من أصحاب الحسن البصري رحمه الله
وقد تميز عباد البصرة آنذاك بالمبالغة في التعبد، وظهرت فيهم مظاهر جديدة لم تكن مألوفة من قبل، فكان منهم من يسقط مغشيا عليه عند سماع القرآن، ومنهم من يخر ميتا، فافترق الناس إزاء هذه الظاهرة بين منكر ومادح، وكان من المنكرين عليهم جمع من الصحابة كأسماء بنت أبي بكر وعبدالله بن الزبير رضي الله عنهم، إذ لم تكن تلك المظاهر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وهم الأعظم خوفا والأشد وجلا من الله سبحانه
قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله نصيحة للقمان الحكينم رضي الله عنه: يبنيّ لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم فإنه إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في السموات أوفي الأرض يأت بها الله واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير الأمور أوسطها"، فلا دخل لريب في أن الله يحبّ القصد، فتطبيق القصد في الإسلام له مكانة خاصة كما أنشد به الكتاب والسنة، فالقصد في التصوف هوالأولى
التصوف: نسبته وتسميته
إن حركات التصوف صارت فاشية في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنـزعات فردية تدعوإلى الزهد وشدة العبادة، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة معروفة باسم الصوفية، ويتوخى المتصوفة تربية النفس والسموبها بغية الوصول إلى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لاعن طريق اتباع الوسائل الشرعية، ولذا جنحوا في المسار حتى تداخلت طريقتهم مع الفلسفات الوثنية : الهندية والفارسية واليونانية المختلفة واختلف العلماء في نسبة الاشتقاق على أقوال أرجحها :ما اختاره ابن تيمية وابن خلدون وطائفة كبيرة من العلماء من أنها نسبة إلى الصوف حيث كان شعار رهبان أهل الكتاب الذين تأثر بهم الأوائل من الصوفية
وقال بعض العلماء:" ومنذ ذلك العهد أخذ التصوف عدة أطوار أهمها :البداية والظهور : ظهر مصطلح التصوف والصوفية أول ما ظهر في الكوفة بسبب قربها من بلاد فارس، والتأثر بالفلسفة اليونانية بعد عصر الترجمة، ثم بسلوكيات رهبان أهل الكتاب"
تنازع العلماء في أصل هذه النسبة وإلى أي شيء تضاف فقيل : هي نسبة إلى أهل الصفّة، وقيل : نسبة إلى الصفوة، وقيل : نسبة إلى الصف المقـدّم، وقيل : بل نسبة إلى صوفة بن بشر رجل عرف بالزهد في الجاهلية ونفى القشيري صحة هذه النسبة أيضاً، وقال : إن القوم لم يعرفوا بلبس الصوف، وأيا كان أصل النسبة فإن اللفظ صار علما على طائفة بعينها، فاستغني بشهرته عن أصل نسبته
هذا عن أصل النسبة، أما معنى التصوف فللقوم عبارات مختلفة في ذلك تصور مقام كل واحد في التصوف وتصوره له، فقال بعضهم في تعريف التصوف : أنه الدخول في كل خلق سني، والخروج عن كل خلق دني، وقيل : أن يكون العبد في كل وقت بما هوأولى به في ذلك الوقت، بمعنى أنه إن كان في وقت صلاة كان مصليا، وإن كان في وقت ذكر كان ذاكر، وإن كان في وقت جهاد كان مجاهدا، لذلك قيل : الصوفي ابن وقته، وقيل في تعريف التصوف الأخذ بالحقائق، واليأس بما في أيدي الخلائق، وقيل التصوف مراقبة الأحوال ولزوم الأدب، وقيل غير ذلك
الدين والتصوف
ولا شك في أن التصوف اتجاه ديني، وانه من العلوم الشرعية الحادثة في الملة الإسلامية ونحن لا نرى بأسا في القول مع رينولد ألن نيكلسون شيخ الباحثين في التصوف من ان التصوف فلسفة الإسلام الدينية وتعرف بأنها إدراك الحقائق الإلهية ولذلك كان المتصوفون مغرمين بأن يدعوا أنفسهم أهل الحق
وشاع التصوف في الأديان والأمم كلها : في الوثنية والمجوسية واليهودية والنصرانية والإسلام، ولقد عرفه في بعض أشكاله البابليون واليونان والرومان والهنود والصينيون والعرب والعجم، ولقد عرفته بعض الأمم الفطرية
ولقد تلون التصوف بألوان الأديان التي نشأ بين أهلها حتى إنه ليستحيل أ ن نفهم التصوف قبل أن نفهم تطور الدين الذي اتصل به، وخصوصا في الإسلام، ومع ان المتصوفة من المسلمين قد ابتعدوا أحيانا عن الدين قليلا أوكثيرا فإنهم كانوا في حال اجتماعهم مع غيرهم يحافظون على ظاهر الدين الإسلامي وعلى فراضه، أما في خلواتهم وفيما بينهم فكان لهم أشياء يستحيي العاقل من ذكرها وإن الانصاف في شأن القوم انهم أهل غيبة عن الحس، والواردات تملكهم حتى ينطقوا عنها بما لا يقصدون
إن القرءان الكريم اراد ان ينفر الأعراب المنغمسين في اللذات أشد الإنغماس عن الدنيا فقال لهم: وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور وقال المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخيرا أملا فإنه لم يشأ أن يصرفهم عنها أبدا فقال : وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك، وقال أيضا : قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيمة
مبادئ التّصوّف
قال شمس الزمان الشيخ طارق بن محمد السّعدي رضي الله عنه:
وبعد: فإن " المبادئ " تمكّن الناس من تصوّر الشيء قبل الشّروع فيه؛ ليضبطوا مسائله الكثيرة، ويكونوا في تطلّبها على بصيرة وهي عشرة مبادئ:
الاسـم: وهو: ( تصوّف )؛ من ( الصّفاء )، اصطلاحاً لا اشتقاقاً؛ فإن العلماء المتخصّصين أطلقوا اسم ( صوفي ) على العبد المتحقّق من تزكية النّفس؛ نسبةً للفعل إلى الله تعالى، أي: صفّاه الله تعالى وصافاه؛ قال الله تعالى: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا) ثمّ إنهم جعلوا ذلك مصدراً اشتقّوا منه اسم ( تصوّف ) للعلم، و( متصوّف ) للمريد: وهوالمجاهد لنفسه طلباً للتزكية ابتغاء وجه الله تعالى
الحـدّ: وهو: أعمال الظّاهر والباطن المزكّية للنّفس
والظاهر:الآداب، وهي: الأعمال الظّاهرة ( أي أعمال الجوارح )، كالذّكر
والباطن : الأخلاق، وهي: الأعمال الباطنة، كالتّقوى ( من حيث هي خلق باطن(
الموضوع: وهو: أعمال النّفوس ظاهراً وباطناً من حيث التّزكية
الواضـع: وهو: الله تعالى: أوحاه إلى رسله وأنبيائه، وألهمه خواصّ أوليائه
الاستمداد: وهو: من القرآن الكريم والسّنّة الشّريفة
فالمخالفات المنسوبة إلى التّصوف أوالمشاهدة عند المنتسبين إليه: إنما هي منهم لا منه، مردودة عليهم بكتاب الله تعالى وسنّة نبيّه المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ قال الله تعالى: ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدّين ) وإخلاص الدّين: إنما يتحقّق بالوقوف على حكم الله تعالى، قال سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: ( ما أحلّ الله في كتابه فهوحلال، وما حرّم فهوحرام، وما سكت عنه فهوعفو)، ثم قال صلى الله عليه وسلم: ( من أحدث في ديننا ما ليس منه فهوردّ )
حذّر صلى الله عليه وسلم المبتدعين والجهال من الإنكار على الحكم الثابت لمخالفتهم له أوجهلهم به فقال: {أعظم المسلمين في المسلمين جرماً: من سأل عن شيء لم يكن قد حرّم، فحرّم من أجل مسألته }، فيا لله ما نقول فيمن حرّم التّصوّف وشدّد النكارة عليه مع ما ثبت من طلب الله تعالى له، بل ما علم بالبديهة من شرعيّته وقدره، حتى قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه:" لا أعلم على وجه الأرض أقواماً أفضل من الصّوفيّة "
الحكـم: وهو: الوجوب العيني في غير القربات؛ قال الله تعالى: { فاستقم كما أمرت }، مبيّناً وجوبه على كل مسلم مكلّف، فلا يسعه تركه، إلا ( القربات )، وهي الأعمال التي طلب فعلها على وجه الندب والاستحباب، لا الفرض والإيجاب؛ بحيث تكون سبباً للرّفعة والزّيادة، وتمام العمل بالعبادة
المسائل: وهي: أعماله وآثارها والمصطلحات فيه
النّسبة: وهي: الأصوليّة؛ قال الله تعالى: { واتقوا الله ويعلمكم الله }، مبيّناً أن التصوف: أصل للتحقّق من كلّ علم وفنّ
الفضل: وهو: الشّرف الحقيقي؛ لتعلقه بالله تعالى، وتحقيقه معنى العبوديّة قال الله تعالى: { ومن أحسن ديناً ممّن أسلم وجهه لله وهومحسن }، { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون }، والصّوفيّة رضي الله عنهم: هم أولياء الله تعالى حقاً؛ إذ أسلموا له وجوههم، فكانوا معه في كلّ عمل ظاهر أوباطن
الثّمرة: وهي: التّحقّق من الألوهيّة والعبوديّة كما قال الله تعالى: { فاعلم أنه لا إله إلا الله }، وتحصيل المعارف الدّينيّة، والتحلي بالأخلاق المحمدية، فالإحسان بالعبوديّة، والتنعم بالرّحمة الأبديّة، ونوال المكارم الدنيويّة والأخرويّة؛ قال الله تعالى: { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }، { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة }، { ما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته، ولإن استعاذني لأعيذنّه } "
التلقي عند الصوفية
- الكشف: ويعتمد الصوفية الكشف مصدراً وثيقاً للعلوم والمعارف، بل تحقيق غاية عبادتهم ويدخل تحت الكشف الصوفي جملة من الأمور منها:
- 1النبي صلى الله عليه وسلم: ويقصدون به الأخذ عنه يقظةً أومناماً
- 2الخضر عليه الصلاة السلام: قد كثرت حكايتهم عن لقياه، والأخذ عنه أحكاماً شرعية وعلوماً دينية، وكذلك الأوراد، والأذكار والمناقب
- 3الإلهام: سواء كان من الله تعالى مباشرة، وبه جعلوا مقام الصوفي فوق مقام النبي حيث يعتقدون أن الولي يأخذ العلم مباشرة عن الله تعالى
- 4الفراسة: والتي تختص بمعرفة خواطر النفوس وأحاديثها
- 5الهواتف: من سماع الخطاب من الله تعالى، أومن الملائكة، أوالجن الصالح، أومن أحد الأولياء، أوالخضر، أوإبليس، سواء كان مناماً أويقظةً أوفي حالة بينهما بواسطة الأذن
- 6الإسراءات والمعاريج: ويقصدون بها عروج روح الولي إلى العالم العلوي، وجولاتها هناك، والاتيان منها بشتى العلوم والأسرار
- 7الكشف الحسي: بالكشف عن حقائق الوجود بارتفاع الحجب الحسية عن عين القلب وعين البصر
- 8الرؤى والمنامات: وتعتبر من أكثر المصادر اعتماداً عليها حيث يزعمون أنهم يتلقون فيها عن الله تعالى، أوعن النبي صلى الله عليه وسلم، أوعن أحد شيوخهم لمعرفة الأحكام الشرعية
الطريقة
الطريقة لغة: هي "السيرة"، وطريقة الرجل: مذهبه، يقال: هو على طريقة حسنة وطريقة سيئة واصطلاحاً: اسم لمنهج أحد العارفين في التزكية والتربية والأذكار والأوراد أخذ بها نفسه حتى وصل إلى معرفة الله، فينسب هذا المنهج إليه ويعرف باسمه، فيقال الطريقة الشاذلية والقادرية والرفاعية نسبة لرجالاتها وقد أخذ اسم الطريقة من القرآن: وألّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً
تختلف الطرق التي يتبعها مشايخ الطرق في تربية طلابهم ومريديهم باختلاف مشاربهم وأذواقهم الروحية، وباختلاف البيئة الاجتماعية التي يظهرون فيها فقد يسلك بعض المشايخ طريق الشدة في تربية المريدين فيأخذونهم بالمجاهدات العنيفة ومنها كثرة الصيام والسهر وكثرة الخلوة والاعتزال عن الناس وكثرة الذكر والفكر
وقد يسلك بعض المشايخ طريقة اللين في تربية المريدين فيأمرونهم بممارسة شيء من الصيام وقيام مقدار من الليل وكثرة الذكر، ولكن لا يلزمونهم بالخلوة والابتعاد عن الناس إلا قليلاً ومن المشايخ من يتخذ طريقة وسطى بين الشدة واللين في تربية المريدين وكل هذه الأساليب لا تخرج عن كتاب الله وسنة رسوله، كما يقولون، بل هي من باب الاجتهاد ولذلك يقولون: لله طرائق بعدد أنفاس الخلائق
وللطرق الصوفية شارات وبيارق وألوان يتميزون بها فيتميز الرفاعية باللون الأسود ويتميز القادرية باللون الأخضر ويتميز الأحمدية باللون الأحمر أما البرهانية فإنها لا تتميز بلون واحد كسائر الطرق بل تتميز بثلاث ألوان: الأبيض الذي تميز به إبراهيم الدسوقي، والأصفر الذي تميز به أبو الحسن الشاذلي ومنحه لابن أخته إبراهيم الدسوقي، والأخضر وهو كناية عن شرف الانتساب لأهل بيت رسول الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
بداية الطريقة
إن الطريقة ليست بأمر جديد ولكن هناك دلائل لمنشأته في عهد صلى الله عليه وسلم وفي الحديث النبوي عن عمر بن الخطاب قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا نعرفه حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه فقال يا محمد أخبرني عن الإسلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره " قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " قال فأخبرني عن الساعة ؟ قال " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " قال فأخبرني عن أمارتها قال " أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " قال ثم انطلق فلبثت ثلاثا ثم قال " يا عمر هل تدري من السائل ؟ " قلت الله ورسوله أعلم قال " فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم "
وقال المحدثون ان المراد بالاحسان الذي في الحديث وهوالعلم التصوفي اي الطريقة التى وهومسلك الصوفي ولكن هذا الفن التصوف قد بدى في القرن الثانى وعرف ان اول مؤسس لهذا الفن التصوف وهوالجنيد البغدادى رحمه الله وهذا الفن قد اشتهر في قرن الخامس في عهد الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس سره والطريقة القادرية هومنسوب إلى الشيخ عبد القدر الجيلانى رحمه الله ومنه قد فشى إلى فروع كثيرة وكل فرع قد اشتهر باسماء مختلفة منسوبا إلى اسم شيوخهم والطريقة الباعلوية الذى كان مؤسسه وشيخه السيد محمد بن علوي رحمه ولذا نسب الطريقة الباعلوية اليه وهذا الشيخ هومن سلسلة الشيخ عبد القادر الجيلاني ولذا لنا يستطيع ان نذكر ان السيد علوي رحمة الله كان في طريقة من القادرية والباعلوية في وقت واحد
إننا قلنا أن الطريقة أهم جزء التصوف ويمكن الإنسان أن يسوق حياته إلى الرشد والهدى إذا كان له مربّ وشيخ حق يتأهل مؤهلات الشيخ، وهناك طرائق كثيرة ومن اهمه الطريقة القادرية والسهروردية رفاعية والشاذلية والمدينية والكروية والمولوية والنقشبية والجشتية
وهناك أكثر من مائة طرائق مثل احمدية وادهمية وعيدروسية واكبرية وعلوية وعلاوية واروسية واشقية واشرفية واوامرية وسوسية وابائية وبدوية وبيرمية وبيومية وبقاعية وبكرية وبيبورية وجهرية وحلالية وبخارية وجلوتية وحمالية حرامية وجسولية وجساوية وجنيدية وفردوسية وغوثية وكلسنية وحدادية وحيدرية وحلاحية وحمدانية وحريرية وخايمية وحدائية وحلمانية وحلولية وحلاسية وحقونية واروسية وعيسوية واشرعقية واسماعيلية وملامتية وقفيفية وسقطية وسمانية وسنائية وساسانية وشعبانية وشيخية وشطرية شرقاوي وسوسية صيقية وسهيلية وسلطانية وسبلية وسعدية وبعمائية
بعض الطرق الصوفية المشهورة
1- القادرية
2- الشاذلية
3- الباعلوية
4- الرفاعية
5- النقشبندية
6- الجشتية
7- الطريقة الكسنزانية لشيخ عبد الكريم شاه الكسنزان1317هـ فى العراق
8- الطريقة العلاوية لشيخ أحمد مصطفى العلاوي1353هـ فى الجزائر
9- الطريقة المحمدية لشيخ محمد فوزي الكركري1396هـ فى المغرب وفرنسا واندنسيا وباكستان
10- الطريقة الجعفرية لشيخ صالح الجعفري الحسيني إمام الأزهر1399هـ فى المغرب والسنغال وغرب أفريقيا
فالقادرية ايضا من مصر والامارية من الموروكوا واعروسية ايضا من مروكوا وأبوعالية ايضا من موروكووحلالة ايضا من موروكووبكائية من شرق السودان ورساقية والمنورية والبركاتية والنوشاهية والاوشرية
والشاذلية وردت من أبي الحسن الهذلي الشاذلي نسبة إلى شاذلة ببلاد المغرب، قال الإمام الذهبي في ترجمته في العبر: " الشاذلي : أبوالحسن علي بن عبدالله بن عبدالجبار المغربي الزاهد، شيخ الطائفة الشاذلية الذي سكن الإسكندرية وله عبارات في التصوف توهم، ويتكلف له في الاعتذار عنها، وعنه أخذ أبوالعباس المرسي، توفي الشاذلي بصحراء عيذاب في أوائل ذي القعدة 656هـ " وتنتشر "الشاذلية" في كل من مصر وبلاد الشام، ويشتهرون بالذكر المفرد "الله، الله، الله" أوالمضمر " هوهو" ولهم ورد يسمى الحزب الشاذلي
والطريقة الباعلوية من اهم طرائق الفرعية تحت الطريقة القادرية والطرائق الاخرى المهمة تحت الطريقة القادرية وهوالطريقة اليافعية والمنشا في ارض يمن وسوماليا والطريقة المشائية الميشا في ارض الهند والغرابية ايضا في الهند والسرقية وهندية وقلوصية ونابلسية والرومية والوصلقية والفريدية منشاه في مصر
هي يمنية الاصل ولان الطريقة الباعلوية طريقة تحت الطريقة القادرية ولذا قد احتاج إلى تبيين نبذات عن الطريقة القادرية وعن مؤسسة وشيوخه هوالسيد الامام الكبير والقطب الشهير الشيخ محي الدين ابومحمد عبد القادر بن موسى بن عبد الله الجيلاني ينتهي نسبه إلى سيدي عبد الله المحض بن حسن بن المثنى بن بن علي بن ابي طالب رصي الله عنهم اجمعين كما ينتهي نسبه من دنهة الام إلى الامام الحسين بن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وولد رضي اله عنه سنة (470هـ) في جيلان وهي بلاد متفرقة من وراء طبرستان ويقال لها : كيل وكيلان والنسبة اليها جيلي جيلاني وكيلاني
طريقة الصوفية القدماء
اتفق متقدموا الصوفية على استنادهم الكامل على الكتاب والسنة واعتبارهما مصدرا التلقي والاستدلال الوحيدين الفريدين، ويروى عنهم نصوص كثيرة في ذلك، فمن ذلك ما قاله بعض أئمتهم كأبي محمد الجنيد حيث قال : " مذهبنا هذا مقيد بالأصول الكتاب والسنة " وقال أيضا : " علمنا منوط بالكتاب والسنة من لم يحفظ الكتاب ويكتب الحديث ولم يتفقه لا يقتدى به "
وقال أبوسليمان الداراني : " ربما تقع في نفسي النكتة من نكت القوم أياما فلا أقبلها إلا بشاهدين عدلين الكتاب والسنة "، وقال إمامهم سهل بن عبدالله التستري : " مذهبنا مبني على ثلاثة أصول : الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، في الأخلاق والأفعال، والأكل من الحلال، وإخلاص النية في جميع الأعمال "
فهذا هومنهج هؤلاء الأكابر من متقدمي الصوفية وهومنهج صلب قائم على الاتباع ونبذ الابتداع وهوعلى خلاف منهج المتأخرين ممن انتسب إليهم، وسيكون لنا وقفات أخرى مع ذلك المنهج
أعيان الصوفية المشهورة
اشتهر طائفة من رجال التصوف بالزهد، ومراعاة أحوال القلوب، حتى أصبحوا مضرب المثل في ذلك، في حين لم يعرف البعض الآخر من التصوف سوى لبس الخرق والتظاهر بالمسكنة، فضلا عن خروج الكثير منهم عن السنة بكثرة ما أحدث من البدع في العقائد والعبادات، فليست الصوفية سواء وليس رجالها سواء، والبصير العاقل من لم يضع الجميع في سلة واحدة لاتحاد الاسم مع أن المعنى مختلف، وسوف نعرض لتراجم بعض أعلام التصوف وأغلبهم من أهل الاستقامة في الدين لئلا تنفر النفوس من التصوف بمعناه الحسن، فما أحوج القلوب اليوم في زمن الجفاف المادي إلى نسمات الروح وهبات الإيمان لتغتذي بها، وفي ذكر الصالحين نعم العون على ذلك، فمن أعلام التصوف:
-1أبومحمد رويم بن أحمد 303هـ من أقواله : " إذا رزقك الله المقال والفعال، فأخذ منك المقال وأبقى عليك الفعال فإنها نعمة، وإذا أخذ منك الفعال وأبقى عليك المقال فإنها مصيبة، وإذا أخذ منك كليهما فهي نقمة "
- 2أبوالعباس أحمد بن محمد الآدمي ت 309هـ كان من كبار مشائخ الصوفية وعلمائهم، وكان من أقران الجنيد - رحمه الله - من أقواله: "من ألزم نفسه متابعة آداب الشريعة، نور الله قلبه بنور المعرفة، ولا مقام أشرف من مقام متابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم في أوامره وأفعاله وأخلاقه "
- 3أبوإسحاق إبراهيم بن أدهم ت 161هـ كان من أبناء الملوك، فخرج عن حاله تلك وتصوف، حتى صار مقدما في الصوفية، من أقواله : " إني لأسمع النكتة من نكت القوم فلا أقبلها إلا بشاهدين من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم "
- 4أبوالفوارس شاه بن شجاع الكرماني توفي قبل 300هـ، كان من أولاد الملوك، وكان يقول: " من غض بصره عن المحارم، وأمسك نفسه عن الشهوات، وعمر باطنه بدوام المراقبة، وظاهره باتباع السنة، وعوّد نفسه أكل الحلال، لم تخطيء له فراسة "
- 5 أبوالقاسم الجنيد بن محمد ت 297هـ: من أقواله : "الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى أثر الرسول عليه الصلاة والسلام " وقال : " من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، لا يقتدي به في هذا الأمر لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة "
أماكن الإنتشار
انتشر التصوف على مدار الزمان وشمل معظم العالم الإسلامي، وقد نشأت فرقهم وتوسعت في مصر والعراق وشمال غرب أفريقيا، وفي غرب ووسط وشرق آسيا
تراجعت الصوفية وذلك ابتداءً من نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ولم يعد لها ذلك السلطان الذي كان لها فيما قبل، وذلك بالرغم من دعم بعض الدول الإسلامية للتصوف كعامل مثبّط لتطلعات المسلمين في تطبيق الإسلام الشمولي
وجه التصوف الحديث
إن التصوف الإسلامي في العهد الراهن لا يزال يجرح وجهه الجميل مما كان من قبل، وكاد الناس يستغلّون التصوف للحوائج الدنيوية، وهذه الإستغلالات الخبيثة قادت بالتصوف إلى بئر كدر، ففهم عوام الناس أن التصوّف والطريقة شرّ بأصلها وسبب الإفساد بعينها، يفرض علينا السياق الثقافى السائد فى العالم الإسلامى النظر إلى التصوف الإسلامى بصورة واقعية معقولة، فعندما تذكر كلمة "تصوف" فى الأوساط الثقافية ينظر إليها بشيء من الريبة والشك فربما ربطها البعض بالتخلف والشعوذة، وربما أخرجها البعض عن دائرة الإسلام،
وربما اعتبرها البعض موروثًا قديمًا لا قيمة له ولا حاجة لنا إليه الآن والغريب أن هذه النظرات قد تناست العديد من الأمور، أهمها: أنها تناست إسهام التصوف فى كافة المجالات الثقافية التى قدمها المتصوفة المسلمون على مدار العصور الإسلامية، كما تناست دور التصوف فى نشر الإسلام فى شتى بقاع العالم وتناست أيضا دور التصوف المهم من الناحية الأخلاقية والروحية
والآن ونحن نعيش فى عالم يموج بصراعات متعددة عالم يسوده تيارات سياسية ودينية متباينة متصارعة عالم أغرقـته سيطرة غرائزه المادية على كياناته الاجتماعية والإنسانية فى أمواج متلاطمة مضطربة كانت لها انعكاساتها الخطيرة على قيمه ومبادئه وثقافته وبحيث لم يعد يعرف إلى أين أومتى ستنتهى به أزمته المادية الاقتصادية الراهنة، فقد سيطرت المادية المتطرفة على هذا العالم، وظهرت فيه نماذج من التيارات الدينية المتشددة التى باتت تسخر وتستغل المشاعر الدينية لدى البسطاء لصالح أغراضها السياسية، وظهر فيه الاهتمام بالشكليات دون الجوهر، والعديد من مثل هذه السلبيات
ففى ظل هذه الظروف الصعبة ليس من الغريب أن يهمّش التصوف وسط هذه الماديات التى أصحبت مع الأسف معيار القيم لدينا، وفى ظل هذه الظروف أيضا يظهر لنا مدى احتياجنا إلى التصوف ويمكننى فى هذا السياق التنبيه إلى عدة محاور هامة يهدف إليها التصوف، منها:
-1محور العلاقة مع الله
-2محور العلاقة مع الإنسان
-3محور العلاقة مع الطبيعة
فبالنسبة لمحور العلاقة مع الله، فكما قال الإمام القشيرى فالصوفى يهدف إلى العيش لله وبالله ومع الله، ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف يمر الصوفى بمجموعة من المحطات: الأخلاقية التى تؤدى إلى عملية الترقى الأخلاقى كى يصبح الإنسان خليفة الله على الأرض، ثم الروحية التى يسميها الصوفية بـ "المقامات والأحوال" كالتوبة والزهد والورع والخوف والتوكل والشوق والمحبة - ودعونى استشهد بقول رابعة العدوية (ت: 185هـ/801م) التى اشتهرت باسم "شهيدة العشق الإلهى"، حيث تقول: "إلهى إذا كنت أعبدك خوفا من النار فأحرقنى بها، أوطمعا فى الجنة فحرمها علىّ، وإذا كنت لا أعبدك إلا من أجلك فلا تحرمنى من مشاهدة وجهك" التجليات الروحية، ص84
أما بالنسبة للمحور الثانى الذى يحدد علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، فقد قدم التراث الصوفى أنماطًا ونماذج رائعة تقوم على فكرة المحبة، وليس هناك دليل على ذلك أقوى من التراث العظيم الذى تركه لنا العديد من المتصوفة من أمثال الحسن البصرى، والحسين بن منصور الحلاج، وعمر بن الفارض، وفريد الدين العطار، وجلال الدين الرومى، وغيرهم كثيرون ولتسمحوا لى بالاستشهاد بأقوال بعض الصوفية ويقول المتصوف المصرى عمر بن الفارض (ت: 632هـ/1235) وقد اشتهر باسم "سلطان العاشقين" وعن مذهبى فى الحب ما لى مذهب وإن ملت يوما عنه فارقت ملتى
Out of the way of love, I have no other way to go
Should I deviate from it, I would part with my religion
هذه نماذج تعبر عن عمق محبة الصوفى لأخيه الإنسان، ليس هذا فحسب بل إن النزعة الصوفية بصفة عامة تسمح بإتاحة الفرصة للحوار والعيش مع الآخر، كما أنها ترفض أى نوع من التشدد الذى يؤدى إلى تعصب، وتاريخ التصوف الإسلامى يؤكد ذلك
وأما بالنسبة للمحور الثالث وهوعلاقة الإنسان بالطبيعة، فقد أصحبنا نعانى اليوم من خطر يهدد النظام البيئى لكوكبنا مما يهدد وجودنا كبشر على هذا الكوكب، فأصبح الإنسان يتفنن فى تصنيع الأسلحة التى تقتل أخاه الإنسان وتؤدى إلى تدمير المخلوقات الأخرى وكان من المدهش أن أجد نماذج من المتصوفة تدعوإلى المحبة ليس للإنسان فحسب بل لكل المخلوقات والجمادات، مما يؤدى إلى احترام وجودها واعتبارها دليلاً على قدرة الله، وعدم السير ضد القوانين الإلهية التى تحكم وتنظم سير الطبيعية
ومن المحاور الثلاثة السابقة يمكن أن يتضح لنا أهمية التصوف ليس فقط من الناحيتين النظرية والأدبية، بل ومن الناحيتين العملية والوجودية أيضًا
علاقة المجتمع بالتصوف
إذن لا يبقى للتحرر من تلك البقايا الإيديولوجية، إلا العودة بالخطاب الصوفي جملة إلى بيئته الفعلية، وبربط تاريخ التصوف بتاريخ المجتمع الذي انبثق منه، أقول تاريخ المجتمع” وليس تاريخ الدول والمماليك، إذ يمكنني أن ألاحظ أن تاريخ مجتمعاتنا الإسلامية والعربية لازال يشكومن نقص نتيجة اقتصاره على التاريخ السياسي لتعاقب الدول وعلى تهميش يكاد يكون مطلقا للتاريخ الحركي والفعلي للمجتمع، الأمر الذي صارت معه الكتابة التاريخية تعكس في الغالب تاريخ النخبة” وتاريخ المراكز الحضرية والمدن العواصم، ولا تعكس بالضرورة تاريخ الحركات الاجتماعية الشاملة، وهل نستطيع أن ننكر تمثلنا لتاريخنا الحديث والمعاصر بالمغرب ولازالت تهيمن عليه تلك الرؤى المركزية التي صيغت إما في فاس أوالرباط أومراكش أوغيرها من الحواضر” التي تهدف تمركزا لنخبة” لعلها همشت دور باقي الأطراف” البعيدة في صناعة الحدث الاجتماعي” الذي هوأساس الحدث التاريخي
إلاّ أننا نود بعد تلك الملاحظات التي تبرزها بوضوح دروس تاريخ انتشار الإسلام في العالم القديم، نود في الأخير أن نشير إلى أن الصوفي المسلم ما كان بإمكانه أن ينجح في دعوته وأن يصير قدوة” لغيره لولا أنه لم يسلك مسلك الإسلام نفسه في الابتعاد عن تلك الرهبنة” المقيتة، ويبادر إلى مشاركة الناس حياتهم الخاصة والعامة، ويضرب لهم المثل في التخلق بمقام الجمع” الذي يقضي بتنزيل القيم والنماذج على مستوى ما يستطيعه الناس ويحيونه ويعيشونه فكان الصوفي فردا من مجتمع الناس، يأكل ويتاجر ويتزوج كما يفعل الناس،
لكنه في نفس الآن كان يمثل قدوة لهم ونموذجا يتطلعون إليه ويعلمون بمتابعة مسيرته بينهم غير أن كلامي هذا لن يكون له معنى في وقتنا الحاضر دون التأكيد على ضرورة عودة الصوفي المسلم إلى الانتباه مجددا لما يجري في محيطه من تغيرات تخص حاضر العالم الإسلامي وتمس بالضرورة مستقبل الإسلام ولا يجدر بالمتصوف الذي عرف في الماضي بحذره الشديد وبطموحه الإنساني الكبير وبتخطيه للحدود الجغرافية والعوائق المكانية وقدرته على الحوار والتكيف لا يجدر أن يظل اليوم حبيس المشاكل الوهمية أوالقضايا الجزئية،
وليدرك أنه قد آن الأوان لتضافر الجهود قصد إعادة قطار الدعوة على الطريق السليم وذلك لن يكون دون وعي هذا الصوفي بما يجري حولنا ورصده لما يدبر من خطط لإعادة غزونا في عقر دارنا، وإذا كانت ''المرأة'' أو''الأسرة'' و''الأمية ''و''الفقر'' هوالثالوث الذي تستغله إلى اليوم، بقصد ومع سبق إصرار، دوائر التبشير المعاصرة بوسائلها المتطورة الحديثة للعودة من جديد لنشاطها القديم،
فإن الملفت للانتباه أن تلك الدوائر تؤكد علاوة على ذلك وتعترف أنه لا نجاح لها في غزوها التبشيري هذا إلا بين الذين يبتعدون عن أصول الإسلام وعن التوحيد الإسلامي الخالص ويميلون إلى الشعوذة ويؤمنون بالأرواح وبما تسميه تلك الدوائر بالإسلام الشعبي!وأعتقد أن هذا النوع من الصيد في الماء العكر يملك له المتصوف المسلم من رصيدهالفكري والخلقي ما يجعله قادرا على مواجهته ودفع خططه، وذلك بما يتحلى به من قدرةعلى الحوار والدعوة” الخالصة إلى الله والأمل في المستقبل، وتلك مسؤولية لابد منالإعداد لها وتحمل أعبائها وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردونإلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون”
الفصل الثاني
الصوفية الهندية وتأثيرها فى القوم
تاريخ التصوف الاسلامى
هذا الفصل يبحث عن تأثير الدعاة إلى الله،والمربين الروحين الذين يسمون غالباً بالصوفية وفي الأخلاق والسلوك، وفضلهم في محاربة الفساد في البلاد، وتكوين المجتمع الإسلامي الهندي الصالح، الذي استطاع أن يعيش سبعة قرون في وسط الوثنية البرهمية والملوكية المستبدة، بصرف النظر عن أساليبهم وتقليدهم ومن غير موافقة عليها، والشيخ الذين جاءت أسماؤهم في هذا المقال، تحق في التاريخ التزامهم للعقيدة الإسلامية الصحيحة، وحرصهم على اتباع السنة وغيرتهم على الدين
إن طرق التصوف الأساسية المشهورة ظهرت خارج الهند ولكنها نالت أكبر قسط من القبول والانتشار والازدهار في هذه البلاد بسبب أوضاعها الخاصة وطبيعتها، ثم نبعت من هذه الطرق والسلاسل فروع هندية الأصل، واتخذت شكل طرق مستقلة بذاتها، وبرز فيها أئمة مجتهدون أنشئوا طرقاً مختلفة وأسسوها
وبجانب تلك الطرق الصوفية المشهورة (مثل الطريقة القادرية والجشتية والنقشبندية والسهروردية، التي ترعرعت في الهند وازدهرت ونفقت سوقها طرق وسلاسل أخرى، وليدة هذه البلاد فحب، وهي تنمى إلى شخصيات نبغت في الهند ودفنت في أرضها، مثل الطريقة الفردوسية، والمدارية، والقلندرية والشطارية والمجددية، وهي سلاسل نشأت في الهند، و: صدرت : بعد ذلك إلى بلاد أخرى
وقد استفاد عدد كبير من أهل الحجاز ورجل العالم الإسلامي والعربي من الشيخ على المتقى صاحب كنـز العمال في القرن العاشر، ومن الشيخ تاج الدين السنبهلي والشيخ آدم البنوري في القرن الحادي عشر بعد ما هاجروا إلى الحجاز واستوطنوه، وقد أصبحت هذه البلاد ( الهند ) حاملة لواء التصوف وإصلاح الباطن منذ بداية القرن الحادي عشر، وزعيمها إذ ذاك الشيخ أحمد السرهندي ونجله وخليفته العظيم محمد معصوم اللذان أفاد منهما العالم مدة طويلة من الزمن
وكان خلفاء الشيخ محمد معصوم منتشرين في أقطار أخرى، كأفغانستان، وإيران، وتركستان، وكان الناس يشدون الرحال إلى زاوية الشيخ غلام على الدهلوي ( وهو من شيوخ الطريقة المجددية في القرن الثالث شر ) من بلاد بعيدة مثل العراق والشام ومصر والصين والحبشة، وبخار وسمرقند وانتشرت هذه الطريقة بواسطة خليفته خالد الشهرزوري في العرق وتركستان والشام وتركيا، ولا تزل باقية فيها
وفي أوائل القرن الرابع عشر اشتهر الحاج إمداد الله المهاجر المكي بلقب : شيخ العرب والعجم : وأفاد منه كثير من أهل الحجاز والحجاج الوافدين إليه
وما زال هذا النبراس – نبراس الإصلاح الباطني – مضيئاً في لعالم الإسلامي بفضل الهند، ولا تزال طريقة “الحب الإلهي : مستمرة باقية فيها، وهي المرجع العالمي لهذا الفن من أجل بعض رجالاته وأعلامه
صلة المجتمع بالصوفية
إن العهد الإسلامي في الهند بدأ بهؤلاء الصوفية، وخاصة الشيخ معين الدين الأجميري، الذي أسس الطريقة الجشتية في هذه البلاد على دعائم قوية بجهاده وإخلاصه، وأقبل عليهم الناس من جميع الطبقات والفئات يتنافسون في حبهم، وصلتهم بهؤلاء المرشدين رجال الله والدعاة إليه بإخلاص وصدق وأمانة ونزاهة وامتدت في طول البلاد وعرضها شبكة من المراكز الروحية حتى لم يبقى بلد أو قرية ذات شأن إلا وفيها مركز روحي أو عدة مراكز إن الصلة القلبية والروحية وموجة الحب والإجلال التي كانت تغمر الناس نحو هؤلاء الشيوخ والصوفية تتجلى بالأحداث التالية التي نسردها في هذا المكان من غير أن نراعي فيها الترتيب التاريخي
كان السيد آدم البنوري دفين البقيع ( عام 1503ه) يأكل على مائدته كل يوم ألف رجل، ويمشي في ركابه ألوف من الرجال ومئات من العلماء، ولما دخل السيد في لاهور عام (1053ه) كان في معيته عشرة آلاف من الأشراف والمشايخ وغيرهم، حتى توجس شاهجان ملك الهند منه خيفة فأرسل إليه بمبلغ من المال ثم قال له : : قد فرض الله عليك الحج بالحجاز : فعرف إيعاز الملك وسافر إلى الحرمين حيث مات
وهذا الشيخ محمد معصوم (عام 1079ه) ابن الشيخ الكبير أحمد السرهندي قد بايعه وتاب على يده تسع مائة ألف من الرجال، واستخلف في دعاء الخلق إلى الله وإرشاد الناس وتربيتهم الديني سبعة آلاف من الرجال
وكتب سيد أحمد خان مؤسس الجامعة الإسلامية في عليكرة في كتابه : آثار الصناديد : يذكر الشيخ عبد الله المعروف بغلام علي الدهلوي فقال : لا يقل عدد المقيمين في هذه الزاوية عن خمس مأة رجل تقوم الزاوية بنفقاتهموهكذا كان الإقبال على المصلح الكبير السيد أحمد الشهيد إقبالاً منقطع النظير، إنه لم يمر ببلدة إلا وتب عليه وبايعه عدد كبير من الناس، حتى أن المرضى في مستشفى بنارس أرسلوا إليه يقولون : إنا رهائن الفراش وأحلاس الدار فلا نستطيع أن نحضر، فلو رأى السيد أن يتفضل مرة حتى نتوب على يديه لفعل وذهب اليد وبايعهم
وأقام في كلكته شهرين، وبقدر أن الذين كانوا يدخلون في البيعة لا يقل عددهم عن ألف نسمة يومياً، وتستمر البيعة إلى نصف الليل، وكن من شدة لا يتمكن من مبايعتهم واحداً واحدً، فكان يمد سبعة وثمانية من العمائم والناس يمسكونها ويتوبون ويعاهدون الله، وكان هذا دأبه كل يوم سبع عشرة أو ثماني عشر مرة
أسلوب دعوتهم
إن هؤلاء الصوفية كانوا يبايعون الناس على التوحيد والإخلاص واتباع السنة، والتوبة عن المعاصي، وطاعة الله ورسوله ويحذون من الفحشاء والمنكر، والأخلاق السيئة والظلم والقسوة ويرغبونهم في التحلي بالأخلاق الحسنة، والتخلي عن الرذائل ( مثل الكبر والحسد والبغضاء والظلم وحب الجاه ) وتزكية النفس وإصلاحها، ويعلمونهم ذكر الله والنصح لعباده والقناعة والإيثار، وعلاوة على هذه البيعة التي كانت رمز الصلة العميقة الخاصة بين الشيخ ومريده أنهم كانوا يعظون الناس دائماً ويحاولن أن يلهبوا فيهم عاطفة الحب الله سبحانه، والحنين إلى رضاه، ورغبة شديدة لإصلاح النفس، وتغيير الحال، فإلى أي مدى كان تأثير أخلاقهم وإخلاصهم، وتعليمهم وتربيته ومجالسهم في المجتمع والحياة، ونقدم هنا بعض الأمثلة التي تلقي الضوء على هذا الواقع التاريخي
يقول مؤرخ الهند الشهير القاضي ضياء الدين البرني يذكر عهد السلطان علاء الدين الخلجي يقول : : كان شيخ الإسلام نظام الدين وشيخ الإسلام علاء الدين وشيخ الإسلام ركن الدين من أعلام التربية الروحية والإصلاح في عهد السلطان علاء الدين تنور بهم العالم، وبايعهم خلق كثير لا يحصون، وتاب على أيديهم الفسقة والفجرة، وواظبوا على الصلاة، وعضوا عليها بالنواجذ طوال حياتهم، ونشأ فيهم حب الدين وإجلاله، وصحت توبتهم، والتزموا العبادات كلها، وتضاءل حب الدنيا في قلوبهم وذلك بتأثير أخلاقهم السامية الكريمة، وعزوفهم عن الشهوات وترك المألوفات، وانتشر الصدق في الناس ببركة عبادتهم وسلوكهم في الحياة، ونشأ فيهم – بتأثير مكارم أخلاقهم ومجاهداتهم – رغبة في إصلاح أخلاقهم وتغييرها
ويقول :إن السنوات الأخيرة من عهد علاء الدين تمتاز بأن كسدت فيها سوق المنكرات من الخمر والغرام والفسق والفجور والميسر والفحشاء بجميع أنواعها، ولم تنطق الألسن بهذه الكلمات إلا قليلاً، وأصبحت الكبائر تشبه الكفر في أعين الناس، وظل الناس يستحيون من التعامل بالربا والادخار والاكتناز علنا، وندرت في السوق حوادث الكذب والتطفيف والغش
تربية الصوفيين
وكان لهؤلاء المشايخ عناية كبيرة بالأخلاق والسلوك والمعاملات، وتأدية الحقوق وقضاء الديون، وكانوا يوصون من يدخل في بيعتهم بالعناية البالغة بهذه الأمور، وقد أوصى الشيخ نظام الدين شيخه فريد الدين كنج شكر بأن لا يدخر وسعاً في إرضاء الخصوم وأصحاب الحقوق، وكان عليه 20 جيتل (فلس) الشخص، كما استعار كتاباً من شخص آخر فضاع ذلك الكتاب، فلما زار دهلي وذهب إلى الشخص الأول قال : : يبدو أنك قادم من عند المسلمين، ولما زار الشخص الثاني قال: “إن هذه الأخلاق ليست إلا نتيجة ذلك المكان الذي كنت فيه: إن تربية هؤلاء الصوفية والمشايخ ومجالسهم كانت تنشئ في الإنسان رغبة في إفادة الناس وحرصاً على خدمتهم ومساعدتهم
كان السيد أحمد الشهيد أثناء سفرة للحج مع ركب كبير ولا يضيع فرصة لخدمة الناس في هذه الرحلة الطويل الشاقة، إن هذه الرحلة كانت عن طريق نهر : كنج : بالسفن وحدث أن وجدوا على ضفة مرزابور سفينة مشحونة بالقطن، وكان صاحب القطن ينتظر الحمالين ليحملوا ذلك القطن إلى مخازنهم، فأمر السيد أصحابه بنقل تلك الحزمات، فهجم على السفينة مئات من الناس، وفي دقائق وثوان أفرغوا السفينة وحملوا القطن إلى مكانه، فأعجب الناس بذلك وتهامسوا فيما بينهم قائلين : لم نر كاليوم إن هؤلاء ليست لهم معرفة ولا صلة بصحاب القطن، ولم يطلبوا الأجر، وقاموا بهذا العمل لوجه الله، إنهم من أولياء الله من غير شك
إن الحديث عن هؤلاء الصوفية والمشايخ بأدوارهم التاريخية والترتيب لا محل له هنا، وهو يحتاج إلى مجلد ضخم، فإن هم هؤلاء المصلحين ومعلمي الأخلاق في تكوين مجتمع صالح واع في الهند ( وهي قوة هذه البلاد المعنوية الكبرى، ومصدر الولاة الصالحين والحكام العادلين في كل عهد، وهو الذي منح الهند أفراداً ذكياً أكفاء في ظروف دقيقة حرجة جداً ) سهم أساسي أكثر من سهم أي واحد من أبناء هذه البلاد وبناتها
وبصرف النظر عن القرون الوسطى التي تبعثرت مادتها الواسعة في تراجم المشايخ نكتفي هنا بذكر مصلح كبير في القرن الثالث عشر وهو السيد أحمد الشهيد وتأثيره الديني والاجتماعي كمثال لهذا التأثير والنفوذ في المجتمع والحياة
فقد ذكر المؤرخون إنه لما أقام مع أصحابه في كلكته – في طريقه إلى مكة المعظمة – واشتغل هو وبعض أصحابه من العلماء كالمصلح الكبير الشيخ إسماعيل الشهيد بالوعظ والتذكير، وتقاطر الناس على السيد للبيع والتوبة عن المعاصي : كان تأثير هذه المواعظ ودخول الناس في الدين وانقيادهم للشرع أن تعطلت تجارة الخمر في كلكته – وهي كبرى مدن الهند ومركز الإنجليز – كسدت سوقها وأقفرت الحانات، واعتذر الخمارون عن دفع ضرائب الحكومة متعللين بكساد السوق، وتعطل تجارة السوق
إنها كانت نتيجة أخلاق هؤلاء المصلحين والدعاة والصوفية والمشايخ وروحانيتهم، أن اهتدى بهم في هذه البلاد الواسعة عدد هائل من الناس، وتابوا عن المعاصي والمنكرات واتباع الهوى، إن لم يكن بوسع حكومة أو مؤسسة أو قانون أن يؤثر في هذه المجموعة البشرية الضخمة ويحيطها بسياج من الأخلاق والمبادئ الشريفة لزمن طويل
سلوك الصوفيين عند الملوك
وكان من مآثر هؤلاء المصلحين الروحيين الكبرى أنهم قارموا أحياناً اتجاهات بعض الملوك الخطرة وأنقذوا الدولة والمجتمع من بعض الأخطار الهائلة المحدقة بها، والتدمير الذي كان يواجهه ويدهه، وذلك بإبداء آرائهم بصراحة، وانتقاد التيارات الفاسدة وانحراف : البلاط : عن جادة الحق والصواب، إن تربيتهم وأمثلتهم الملية الحية ألهبت في الناس جذوة الجراءة والشجاعة، والنشاط والطموح، وتاريخ الهند الإسلامي زاخر بهذه الأمثلة، إن هؤلاء المشايخ غامروا مراراً بحياتهم وشرفهم وآثروا الموت على الحياة وعملوا بمبدأ : أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر : كلما دعت إليه الحاجة واقتضت الظروف ونقدم في هذا المكان مثالين من عهد : الملك الجبار : محمد تغلق، يدلان على شجاعتهم وصرامتهم، واستهانتهم بمظاهر الأبهة والغطرسة، واحتقارهم للقناطير المقنطرة من الذهب والفضة
لما مر السلطان محمد تغل بزاوية الشيخ قطب الدين منور وكان شيخاً كبيراً في الطريق الجشتية يعيش في عزلة عن الناس، لم يحضر عند السلطان لتحيته فطلبه السلطان في دهلي، ولما حضر البلاط ودخل الديوان رأى الأمراء والوزراء والحكام ورجال البلاط واقفين سماطين، متخشعين مسلحين في هيئة تنخلع منها القلوب، وكان معه ولده نور الدين، وكان حديث السن لم يزر : بلاط : الملك في حياته ففزع لهذا المنظر الغريب وامتلأ رعباً، فناده الشيخ قطب الدين بصوت عال قائلاً : إني استشعرت في نفس قوة غريبة بعد هذا النداء، وزالت الهيبة من نفسي وذابت، وبدأ الجميع عندي كأنهم قطيع من ضأن أو معز، وسأل الملك الشيخ وعاتبه قائلاً:: إننا مررنا بزاويتكم فلم تشرفونا بزيارتكم وموعظتكم : فأجاب الشيخ إن هذا الفقير لا يجدر بمقابلة الملوك، إنه يعيش في عزلة، ويدعو للملك ولجميع المسلمين، فعليكم أن تعذروا في هذا الأمر، وبعد انصرافه قال الملك لوزرائه، إنه صافح كثيراً من الشيوخ والعلماء فكانت أيديهم ترتعش خوفاً و إشفاقاً، أما هذا الشيخ فما وجدت في كفته ليناً وضعفاً، وما رأيت في يده ارتعاشاً بل صافحني بقوة وحرارة زائدة واعتزاز نفس
وقدم إليه الملك مائة ألف : تنكة : ( قطعة ذهب ) فقال الشيخ سبحانه الله، تكفيني أقتان من أزر، وسمن بفلس واحد، فماذا أفعل بهذه الآلاف من الروبيات، ولكن قيل له إن الملك يسخط إذا لم يقبل هذه الهدية، وينقم منه، فقبل الشيخ ألفي روبية وقسمها بين إخوانه وأصحابه وذوي الحاجة
والمثال الثاني للشيخ فخر الدين الرازي، وكان الشيخ يتحرز من مقابلة الملوك، وكان يقول : إنني أرى رأسي مفصولاً عن جسمي واقعاً على بلاط الملك، وكان يعني أنه سيقول كلمة حق يؤاخذه عليها الملك، ويأمر بضرب عنقه، فطلبه الملك يوماً وقال له عظني، فقال الشيخ : اكظم الغيظ واملك غضبك وسورة لنفس، فقال الملك : أي غضب وسورة نفس تعني ؟ قال سورة السباع، فاحمر وجه الملك من فورة الغضب ولم يقل شيئاً، ودعا بالسفرة الملوكية ودعاه لتناول الغداء، وكان يضع بعض اللقمات في فيه، وتناول الشيخ هذا الطعام بكراهة، وودعه الملك بعد فراغه
إن هؤلاء المشايخ و: الصوفية : ضربوا أمثلة رائعة في الشجاعة والصراحة والصدع بالحق، كما أن الملوك الذين لم يغفروا للعلماء “جريمة : قول الحق سلكوا بالصوفية – في أغلب الأحوال- مسلكاً رفيقاً وسمحوا لهم بأداء واجبهم الديني ومزاولة نشاطهم وحافظوا على كرامتهم وغيرتهم وإبائهم، وحضر الملك المغولي : شاة عالم : مرة في مجلس الصوفي الكبير والشاعر الشهير الشيخ : ميردرد: وكان برجله وجع فمدها قليلاً، فلم يتحمل الشيخ ذلك وقال : إن هذا الأمر ينافي آداب المجلس وكرامته، فاعتذر الملك بالعلة وطلب العفو فقال له الشيخ : إذا كانت لكم علة، فلم يكن هنالك داع لحضور هذا المجلس
التبتل والزهد عند صوفيي الهند
إن الصوفية والمشايخ لم يقبلوا مناصب الحكم، وهدايا الملوك والأمراء، من أراضي وإقطاعات وصلات وجرايات وامتنعوا عنها دائماً، ونصبوا مناراً عالياً للقناعة والزهد والتوكل والمحافظة على عزة النفس وكرامتها، عاشت بفضله في المجتمع الهندي الفتوة والهمة والطموح والثابت على جادة الحق
وحافظوا بذلك على كرامة الإنسانية وصانوا عرضها في هذه السوق السوداء التي تباع فيها النفوس و الأرواح بيع السلع، وقد تباع بالمناداة و المزاد العلني، لقد كان شعارهم وهتافهم دائماً، وفي جميع الأحوال، ما قال قائل منهم في شعر فارسي : لا أحب أن أبيع خرقتي المتواضعة وثيابي البالية برايات الملوك وأعلام السلاطين، ولا أرضي بأن أهجر : فقري: حرصاً على مملكة : سليمان : إن هذا الكنز الذي اكتشفته في قلبي بفضل المجاهدة لا أريد أن أبادله برخاء الملوك وراحتهم وتنعهم
إن تاريخ التصوف في الهند حافلة بأمثلة رائعة من الزاهد والقناعة والاعتزاز بالنف والكرامة والطموح والقناعة والإيثار، لا يخلو من هذه الأمثلة طريقة صوفية في هذه البلاد، ونقدم هنا عدة أمثلة من القرنين الثالث عشر والرابع عشر، وهو عهد رسخت فيه أقدم المادية في الهند
كان الشيخ شمس الدين حبيب الله المعروف بميرزا جان جانان الدهلوي من شيوخ الطريقة النقشبندية المجددية (م 1195ه) قال له ملك الهند مرة : إن الله أعطاني مملكة واسعة فأرجو أن تقبلوا منها شيئاً، فقال الشيخ : إن الله تعالى قد وصف الدنيا بالخسة والهوان فقال : : قل متاع الدنيا قليل : أما مملكتكم فهي ولاية صغيرة من إقليم من أقاليم هذه الدنيا فلا أريد أن أرزأكم في هذا الجزء الصغير، وقدم إليه مرة الأمير آصف جاء وزير المملكة المغولية في الهند عشرين ألف وبية فلم يقبلها، فال الأمير خذوها وقسموها على أهل الحاجة، فال : إني لا أحسن هذا العمل فتولوا توزيعه بنفسكم فسينفد في الطريق فإن بقى منه شيء فسينفد بعد ذلك
أراد مير خان ولاية “تونك: أن يفرض راتباً سنوياً لزاوية الشيخ غلام على الدهلوي فكتب إليه الشيخ بيتاً معناه : : نحن لا نهين الفقر والقناعة، ولا نخدش كرامتها، قل لمير خان إن الرزق مدر من عند اله تعالى :
زار حاكم كبير للحكومة الإنجليزية الشيخ فضل الرحمن الكنج مراد آبادي (م1313ه) وال وقد أثرت فيه كلمات الشيخ وموعظته البليغة : إذا قبلتم علينا لكم مرتباً من الحكومة، فقال الشيخ : ما أصنع بمالكم، إنني أملك من فضل الله سريراً وإبريقين من الفخار وجرتين للماء، ويأتي بعض أصحابنا بالذرة فنصنع منها الخبز، وتطبع زوجتي شيئاً من الخضراوات نأكل بها ذلك الخبز، وفي ذلك كفاية
يروي الأستاذ محب الله أن الأمير كلب علي خان حاكم ولاية رامبور، أبدى رغبته في أن يشرفه الشيخ فسأله الأستاذ المذكور ما يقدم إليه إذا حضر، قال : أهدي إليه مائة ألف روبية،فذهب الأستاذ إلى مراد آباد وقال للشيخ : إن الأمير في شوق لرؤيتكم ويقدم إليكم مائة ألف روبية إذا زرتموه، والشيخ يتحدث كأنه لم يسمع شيئاً مهماً، ثم قال : يا هذا أحث التراب على المائة ألف، استمع قولي، وأنشد بيتاً معناه :: حينما نشاهد كرمه وفضله على هذا القلب، نجد القلب أعلى وأغلى من جام جم
نشر العلم والثقافة
العلم كان أكبر هم هؤلاء المشايخ وبغيتهم، إنهم حدبوا ليه وخدموه، وكان أكثرهم صاحب ذوق أدبي وعلمي رفيع، وكان عقيدتهم أنه لا يمكن معرفة الله سبحانه بدون العلم، وأن الصوفي الجاهل ألعوبة الشيطان، ولذلك نراهم لم يستخلفوا للدعوة إلى الله النجباء ذوي الكفاءة والاستعداد إلا بعد التحصيل العلمي
والحقيقة أن الفضل في الحركة التعليمية والنهضة العلمية في الماضي يرجع إلى تشجيع هؤلاء الصوفية والمشايخ إما مباشرة وإما بواسطة، و كان القاضي عبد المقتدر الكندي والشيخ أحمد التهانيسري – اللذان انتهت إليهما رئاسة التدريس في الهند – من رجال الشيخ نصير الدين : جراغ دهلي : والمدر المشهور في القرن الحادي عشر الشيخ لطف الله الكوروي الذي نفقت به سوق الدرس والتدريس إلى القرن الثالث عشر كان شيخًا في الطريقة الجشتية
نحن نرى المدرسة والزاوية جنباً إلى جنب في أكثر الأدوار، فالزاوية الرشيدية في جونبور ومدرسة الشيخ بير محمد في كهنؤ ومدرسة الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم في دهلي، وزاوية الشيخ رشيد أحمد في : كنكوه : أمثلة رائعة للجمع بين التثقيف العلمي والتربية الروحية والخلقية
المؤازرة والمؤاساة
ومن مآثر هؤلاء المشايخ و زواياهم أنها كانت مأوى يأوي إليه آلاف من الناس، ويجدون فيه طعامهم وشرابهم ومرافق حياتهم، إن هذه المائدة الملوكية الفاخرة، كانت مائدة عامة يردها الصدق، والعدو، والقريب والبعيد، والغني والفقير، وكانت مائدة الشيخ نظام الدين مشهورة يضرب بها المثل في السعة وكثرة أنواع الطعام واللذة التأنق
وكان يحضر زاوية الشيخ سيف الدين السرهندي ألف وأربع مائة رجل يتناولون الطعام على مائدته صباح مساء، كل حسب رغبته واقتراحه أما الشيخ السيد محمد سعيد الأنبالوي وهو من رجال القرن الثاني عشر فيسجل عنه مترجمون فيقولون : : لم يكن عدد المشتغلين في زاويته أقل من خمس مائة نسمة في الزمن الأول وهكذا فقل عن الوافدين إليه والزائرين له :
زاره مرة روشن الدولة وكان أميراً من أمراء السلطان فرخ سير وقدم ستين ألف روبية لبناء زاويته فأمره الشيخ أن يترك هذا المال في مكان ويستريح فانصرف : روشن الدولة : فأرسل الشيخ إلى الفقراء، و أرسل هذا المال إلى اليتامى والمساكين وأهل الحاجة في : أنباله : و : تهانيسر : و : سرهند : و : باني بت : حتى لم يبق منه فلس، فلما أتى روشن الدول قال له : : لا يبلغ الثواب في بناء العمارة ثواب خدمة ذوي الحاجة والفقراء الذين أحصروا في سبيل الله : ووصلته مرة رسائل السلطان محمد فرح سير والأمير روشن الدول، والأمير عبد الله خان، وأمر بثلاث مأة ألف روبية فوزعها كلها في القرى المجاورة والأشراف الساكنين فيها
تأثير الصوفية في الهند
إن تعليم هؤلاء الصوفية ومجلسهم الروحية أنشأت في الناس حب الإنسان على اختلاف الديانات والثقافات والسلالات وخدمته، وإيصال النفع إليه، ومشاركته في الهموم والآلام
كان شعارهم وعملهم بالحديث النبوي : : الخلق عيال لله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله : كانت قلوبهم فائضة بالرحمة والمواساة للإنسانية كلها، حدث الشيخ نظام الدين عن نفه مرة فقال : يأتيني رجل ويحكي لي قصته، وفي نفس من الهم والألم والتوجع لحاله ما لا يجده هو نفسه وقال مرة : لا شيء أغلى وأحب يوم القيامة من المواساة وجبر القلوب المنكسرة وإدخال السرور على أصحابها
كانت نتيجة ذلك أن جرحى القلوب والفؤاد كانوا يجدون بلسماً لهم وأحزانهم في هذه الزوايا وملجأ لهم، إن حجر عطفهم وحبهم كان مفتوحاً لكل من هجرة المجتمع أو الأسرة أو تنكر له الحظ، وأدبرت عنه السعادة، إن هؤلاء الذين لم يقبلهم أبناء أسرتهم أو طردهم أولادهم بعض الأحيان كانوا يقدمون إلى هؤلاء الصوفية والمشايخ ويعيشون في أحضانهم وفي كنفهم، ويجدون فيه كل ما افتقدوه من راحة البيت و أنس الأحبة، ويزور هذه الزوايا كل رجل مهما كان نسبه أو دينه فيجد فيها الإسعاف والرفد وخلاصاً من هموم القلب وأحزانه وينال فيها الغذاء والدواء والحب والعطف، والتقدير والإكرام، لما أرسل الشيخ نظام الدين شيخه إلى دهلي قال له: “ستكون كدوحة وارفة الظلال، يستريح خلق الله في ظلها والتاريخ يشهد بأنه قد استراح في ظله الوارف الوافدون من دهلي، ومن أنحاء بعيدة سبعين سنة كوامل
لقد كانت هناك بجهود هؤلاء الصوفية أشجار كثيرة وارفة الظلال في مئات من بلاد الهند استراحت في ظلها القوافل التائهة والمسلمون المتعبون ورجعوا بنشاط جديد وحياة جديدة
خلفيّة ولاية كيرالا
كيرلا منطقة ساحلة تقع فى جنوب الهند وسكانها مع إختلاف الاجناس والاديان ومبانية العادات والتقاليد يتكلمون لغة مليالم فلغة مليالم هي توجد اهل كيرلا أغلبيتها الهنادكة وتحبهم المسلمون والمسيحيوناما الهنادكة فهم ستون فى المئاة على السواء تقريبا ويوجد فى كيرلا أيضا بعض اليهودية وأصحاب ملة بوذا وجينا وإن كانوا قليلا فاعضاء جميع هذه الديانات المختلفة يخلطون فيما بيهم فى حياتهم مساكنهم متقاربة ومعابدهم متجانية فهذه الحالة لا تزال أعجوبة تجذب أفكار السائحين, كما أن مناظرها الطبيعة تجذب قلوب كل من يراها, ومن أجل هذا الاختلاط فى الحيات الاجتماعية ثفاقة كيرلا ولغتها متراكمة ومختلطة ومتركبة من ثقافات شتى وتقاليد متنوعة
تاريخ التصوف فى الكيرلا
وكان مجيئ الاسلام نشرته فى الولاية الكيرلا كان من الصوفيين القادمين من بلاد أخرى وتاريخ المسلم الكيرلا وحضارتهم وتمدنهم وتشكيل حياتهم لا تتم الا بتأثيرهم وبدأ التصوف وعلومه فى الكيرلا مع الاسلام فى الكيرلا وهو مع قدوم مالك بن دينار (ر) ومن معه من الدعاة الاسلامية بل لا نستطيع ان يرى التصوف مع قدومه لانه فى ذلك العهد لا نستطيع ان يرى مثل فن واحد لانه كان حياتهم فى التصوف ولا حياة لهم الا بالتصوف والورع ولذالك كان وجوده فنّا فى قرن الثانى والثالث لانه كان الناس يحبون الدنيا ونسوا الاخرة
كتب التاريخ التصوف فى كيرلا
ومن تراث الكتب التصوف فى الكيرلا يكون أول الكتاب التاريخ التصوف كتاب الرحلة لابن بطوطة والثانى من محي الدين مال المكتوب سنة 1607 ع وفيه يشير الى التصوف وعلاقة الكيرلا للتصوف وأيضا يقول فيه ما التصوف, ومن الصوفى وماعلاقة الناس عنه, وايضا يقول فيه ما فى الكيرلا من تطور التصوف وقبول الناس التصوف من الشيخ وحياتهم فى التصوف، وفى هذا لايقول عن المعلم التصوف و حياتهم فيه بل وهذا ينضم من انشأ حياته فى التصوف
والكتب الاول والمهم فى التصوف الكيرلا يكون (محي الدين مال ) المؤلف فى سنة 1607ع يكون مقام التذكير وكان خصوصية محي الدين مال انه كان مكتوبا فى اللغة العربية وكان لغته لغة من العرب والمليالم وأيضا كان ذلك على طريق يسطيع ان يغني عنه ولذالك كان ذلك يغنى بالنساء المجتمعة أيضا ويشمل هذه الابيات على القابليات الاولياء وبركاتهم التابع للتوصل اليهم لان يستجاب لهم ببركات هذه الاولياء وكان هذ الكتاب أو الابيات من المهمات الكتاب الذى يتوصل به الى الله ولحصول الجنة
وبهذه الكتاب لا نستطيع أن يؤرخ تاريخ التصوف كيرلا لانه يشمل على الفلسفة التصوف وتاريخهم وبل انما يحصل ذلك بتفتش على الطريقة احدى وعشرة فى الكيرلا وبذالك أيضا لانسطيع ان يبين هذه المدة المتوالية وفى الكتب انما يقول على الحيات الاولياء والصوفيون واعمالهم هنا وكراماتهم محضا وعلى فوق ذلك لا نستطيع أن نرى فوق ذلك
نسيم الطريقة في كيرلا
والطريقة التي وصلت إلى كيرلا وهومن معبر في يمن ومن اولهم ما قدموا إلى الولاية وهم السادات المخدوميين وقد لعب الشيخ زين الدين المخدوم الاولى دورا فعالا في نشر الطريقة القادرية انهاء الولاية وقد تساعده لذلك المهمة التبليغية وتدريسهم وتربيتهم مركزا بفونانى وايضا قد روي انه قد اتى رجل المسمى بالشيخ فريد الدين بن عبد القادر الخراساني من جهة يمن في طفولة نشر الطريقة القادرية علميا إلى الولاية كيرلا وقام في اربع الانهاء باءبيبة النفيسة
وايضا قد قام باعبية التبليغ والطريقة كثيرا من خريج من الدرس فونانى ومن نسل زين الدين المخدوم الاول قد حمل دورا فعالا ابنه عبد العزيز المخدوم وايضا قد يسلمه محي الدين مال من يد محمد الاول الذى كان قاضيا في كالكوت وايضا قام ابه محي الدين الاولى وبنه عبد السلام الذين قاضيان في سلسلة ابه قام في نشر الطريقة وقد لبس السيد علوي رحمه الله لباس مجدد المجتمع ومخالف المحتلين وجلباب رسول الناشر قطرات السلم والسلامة بين الاديان وايضا قد رقيت في فن التصوف المنصب الراقية العالية وهواول من نزل من قبيلة مولى الدويلة إلى كيرلا وان القبيلة مولى الدويلة يشرع من نسل السيد محمد بن علوي بن على بن علوي بن محمد الفقيه المقدم وهذا السيد محمد مولى الدويلة المتوفي في 765هـ ايضا من الصوفيين والمجددين ومقبرته في بسبل في بقعة تريم
التصوف فى كيرلا
الدرجة الاول درجة خان كاو:
وكان هذا عهد الذهبى للتصوف فى الكيرلا هنالك يكون شيخ ومعه من المريدين الى الشيخ وهم كانوا من عامة الناس وبنوا حياتهم من أرشاداتهم ووعظاتهم فى الدين وبه لم يقبلوا فى حياتهم أكثرمن ذالك من علم وعمل وفى هذا العهد كان الدعوة الاسلامية من هذه خان كاه وذلك الحال داوم الى القرن العاشرة وفى ذلك العهد كان لتصوف وجه أخرى ذلك انهم كانوا فى بيوت وفى بناء وحصل منه ما يلقى الشيخ اليهم وكان الشيخ فى الدرجة العلى فى جميع اشيائهم وخاصة فى تشكيل حياتهم
الدرجة الثانية درجة التاريخ:
وهو من 1100 ع الى 1400 ع وفى هذه الحال كان للتصوف درجة التطور وفى هذا العهد حصل لهذه العلوم وجه أخرى وهو كان التصوف على الطريق الفن والعلم ولهذا حصل لهذ ا منهج وقوانين وفى هذا العهد نمى خان كاو الى التعليم التصوف والى الكتب التصوف
والدرجة الثالثة درجة الطائفة:
وكان وجوده فى القرن الرابعة والعشر وكان ذلك عهد وجود الدولة العثمانية وعهد النقل اثار المنهج والقوانين وفيه كان للتصوف وجه طيبة من وجود الطرق والسسلسلة وهذه الثالثة يعلم درجة الطائفة
والتصوف فى الكيرلا يكون اليوم على نهج الدرجة الطائفة وإلى ذلك يشيركتاب ابن بطوط وهو أخر كتاب صنف فى التاريخ التصوف وهو فى القرن ستة وعشر وسبعة وعشر وعلى التراث الموجودة نسطيع ان يقول يكون متابعة التصوف فى الكيرلا على هذه الدرجة الطائفة
ترجمة السيد عبد القادر جيلاني قدس الله سره العزيز
وكما قلنا إن الامام عبد القادر الجيلاني قدس الله سره العزيز كان من أهمهم وأكثر أهل كيرلا يتبع طريقته السامية وأثرت في مالابرم تأثيرا خاصا بين الناس وقد نشأ نشاة كريمة في بيت زهد وشرف وصالح فهوحسني الاب والحسيني اللام فقد جمع الشرف من الجهتين وضم اسباب المجد من الطرفين وكانت انوار الولاية وعلامات الهداية ظاهرة عليه منذ ولادته ومنذ نعومة اظفاره وكان لا يرضع ثدية في نهار رمضان وقد اجيبت عنه انه بنيت على الصدق وما كذبت قط
انه قدم بغداد سنة (488هـ) وله ثمان عشرة سنة واشتغل بالقرآن العظيم حتى اتقنه وقرا الفقه واحكم الاصول والفروع والخلاف وسمع الحديث واشتغل بالوعظ إلى ان برزه فيه واخذ العلم عن اكابر علماء عصره ومنهم على سبيل المثال لا حصر فيه: علي بن عقيل ومحفوظ بن احمد بن الحسن ويحيى بن علي بن محمد ابوزكريا
واخذوا عنه العلوم الشرعية وسمعوا منه السنة النبوية منهم عبد الغنى بن عبد الواحد بن علي وعبد الكريم بن محمد بن منصور وعبد الله بن احمد بن قامة وعثمان بن مرزوق بن حميد ومحمد بن ابراهيم بن ثابت بن الكيزاني
ومن مؤلفات عديدة وتصانيف مفيدة تدل علىى تبحره وعلو مهارته في فنون كثيرة من الفقه والتوحيد والتصوف والاخلاق والحديث والتفسير وغير ذلك من الفنون ومن هذه المؤلفات: الغنية لطالبي طريق الحق وفتوح الغيب والفبح الرباني والفيض الرحماني وتحفة المتفين وسبيل العارفين وتفسير القرآن الكريم ويواقيت الحكم وجلاء لخاطر من كلام الصيخ عتد القادر ولارسالة الغوثية وسرالاسرار في لتصوف ورد الرافضة
وعاش الامام عبد القادر تسعين عاما وولد له تسع وارتعون ولدا سبع وعشرون ذكور والباقي اناث وبعد حياه حافلة بالعبادة والجدوالاجتهادوالافتاءوالتدريس وتربية المريدين نوفي رحمه الله تعالى ليلة السبت ثامن عشر ربيع الاخر سنة 561هـ
وسند الطريقة من الشيخ عبد القدر الجلانى إلى رسول لله صلى الله عليه وسلم وهم الشيخ شجاع المتوفي في 952عن الشيخ شاه انايت الله المتوفي في 894عن الشيخ نصر الدين المتوفي في 799عن الشيخ محمد شاه قادرى المتوفي في755 عن الشيخ بير احمد شاه القدرى المتوفي في725 عن الشيخ ابوصالح المتوفي في 691عن الشيخ عبد النصر بير المتوفي في618 عن الشيخ عبد الرزاق المتوفي في 595عن الشيخ عبد القار الجيلانى المتوفي في 561عن الشيخ ابوالحسن على الجيكاري والشيخ ابوسعيد ابوالخير المقسوي المتوفي في 513 عن الشيخ اب الفرح يوسف طرطوسي المتوفي في 447عن الشيخ ابوالحافظ عبد الوهاب المتوفي في 435عن الشيخ عبد العزيز تميمي المتوفي في336عن الشيخ ابوبكر عبد الله شبلي المتوفي في334 عن الشيخ الجنيد البغدادى المتوفي في 297عن الشيخ سري السقطي المتوفي في 250عن الشيخ معروف الكرخي المتوفي في200عن الشيخ دؤود الطائي المتوفي في 162عن الشيخ حبيب العجمى المتوفي في 120عن الشيخ حسن البصري المتوفي في111عن الشيخ علي رضي الله عنه وعنهم محمد صلى الله عليه وسلم
الفصل الثالث
الصوفيون في مالابرم وتفاعلاتهم الإجتماعية
إني أحاول في هذا الفصل أن أبحث عن أهل التصوف في مالابرم، وقد ركّزت فيه السيد علوي المنفرمي من حيث إنه علم من الأعلام في كيرلا بشكل عام وفي مالابرم بشكل خاص وبحثت في هذه الأطروحة عن الأشخاص كثيرا لكونه أقوى التأثير
السيد علوي مولى دويله المنفرمي
وليس في الساحة الدراسية نقاش ولا جدال في أن السيد علوي المنفرمي كان نكتة تحوّل في نشأة مليبار بشكل عام وتطوّر مالابرم بشكل خاص، وكان له يد طولى في تصوّف كيرلا كما كان لأصحاب اليمن الذين أتوا إلى ترب كيرلا للدعوة الإسلامية ولتصفية قلوب الناس من الكدر إلى الصفاء والدراسة حول تصوف مالابرم بسوى السيد علوي المنفرمي لا يكون تاما وافرا قطّ
ولادته
فهذا واضح الأمر أن اليمن وكيرلا بينهما علاقة عميقة بسيطة في العالم الإسلامي كما قال فيه المؤرخون وكثير من الأعيان اليمنيين أتو كيرلا للدعوة المحمودة وهذه الشخصية أيضا الوارد من اليمن
إن السيد علوي المنفري ولادته في مدينة تريم من حضرموت ذات أنوار قدسية ليلة السبت الثالث والعشرين من شهر ذي الحجة السنية سنة ست أو سبع وستين ومائة بعد الألف من الهجرة النبوية وكان أسرته في اليمن من السادات في بلدته قد قضوا انفاسهم واقاتهم النفيسة في الدعوة الاسلام والدين والتزكية الناس من الرذايا والامراض النفسانية والشيطانية واعطى وجها جديدا في التبليغ الاسلام على طريقة التزكية والتربية وايضا قد اشتهر بعض من السادات في ذلك المراتب والمناصب ومنهم السيد احمد بن سليمان ومحمد بن احمد وسهل بن محمد ويوكل الناس الإمارة فيهم ويسترشد الناس إليهم في الأمور وياتمرون مهمات امورهم إلى ذلك الشيوخ والسادات الكبار
هوالسيد علوي هومن نسل جده المشهور التريمي محمد بن سهل وابنه سهل ابن محمد ايضا من الشرفاء المعدودين وولد السيد علوي رحمه الله ابنا له وكانت امه من القبيلة الجفرية المشهورة تحت قبيلة الباعلوية وكانت كريمة وابنة كريم وزعيم من قبيلة جفري وكانت اخت حسن الجفري
سلسلته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإن سلسلته تصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا سنه المنصوب إلى النبي صلعم هوالسيد القطب الواصل الرباني والغوث الكامل الصمداني دستور الأحباب ومربي الأنجاب المنهل الروي سراج الدين أبوالفضل سيدنا السند الحبيب علوي ابن السيد محمد بن السيد سهل بن السيد محمد بن السيد أحمد ذى المواهب الجليلة ابن السيد سليمان بن السيد عمر بن السيد محمد بن السيد سهل بن السيد عبد الرحمن مولى خيلة ابن السيد عبد الله بن السيد علوي بن السيد محمد مولى الدويلة ابن السيد علي بن السيد علوي بن السيد محمد الفقيه المقدم ابن السيد علي بن السيد محمد صاحب مرباط ذى الفيوضات الجزيلة ابن السيد علي خالع أوضالع قسم ابن السيد علوي بن السيد محمد المرضي ابن السيد علوي ابن السيد عبد الله بن السيد أحمد المهاجر ابن السيد عيسى النقيب ابن السيد محمد بن السيد علي العريضي ابن سيدنا جعفر الصادق ابن سيدنا محمد الباقر بن سيدنا زين العابدين علي الفائق ابن سيدنا الإمام حسين سبط الرسول ابن سيدنا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابن سيدتنا فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى اللـه عليه وعلى آله وصحبه وجميع المقربين
علاقته بمليبار
وإن ماهية الصوفية أن يحسن نفسه ثم يحسن الناس ويدعوهم إلى الصراط المستقيم فزاد له شوق ورغبة في الدعوة الإسلامية ونشر الصوفية في العالم لما علم من اخبار خاله وابن خاله السيد حسن الجفري والسيد شيخ الجفري قد تشوق إلى مهمتيهما وتشجعه هذا لتحقيق امنيته كل مشجعات وتسهيلات للسفر إلى مليبار
وأركبته السيد من شهر محلى في سفينة من سفن التجارية الذى يريد بالاتصال إلى مليبار وكما ذكرنا من قبل في حين ذلك كان ارض مليبار تحت حكومة السامريين وايضا هذا الوقت وقت انتهاء التعلقات السلم والسلامة بين ناير والملمين وقد انهدم ذلك الاحوال السلمية بعد مسيرة ومحارباته في المليبار والسبب ذلك الانهدام والتشكك من التهتيم من عيد البريطانيين
فانتقل خاله الحنون إلى رحمة الله قبل قدومه إلى مليبار وملاقاته بثالثة سنين وكذلك وصل السيد مع الركب التجاري ونزل بكالكوت وقابله السيد شيخ الجفريقبولية حالسنة واسكنه في بيته في كالكوت ذلك الليلة وعدا في الفرح واسرور بلقاء السيد علوي بالعيد والذبح الشات وتبادل بيهم الاخبار وتفتش السيد الشيخ الجفري عن التغيرات والتحويلات وما احدث وولنه بعد قدومه إلى مليبار وتكلم عن غيتيهما ومقصوديهما التبليغية والتربوية في ارض الهند ففرحا فرحا شديد بالوصال
تلبية الشيخ لنداء الله المقدور
توفي السيد علوي رحمه الله تعالى ليلة الاحد السابع من شهر محرم السنة الف ومائتين وستين من هجرة وهوابن ثلاث اواربع اوسبع وتسعين وقيل مائة وسبع سنين بلا تحقيق ولا تعيين ودفن في روضة خاله السيد حسن الجفري بمنفرم وبنيت قبة رفيعة شامخة عليها
تفاعلاته في المجتمع
إننا أشرنا إلى أن السيد علوي المنفرمي كانت له علاقات مختلفة متنوعة ولعبت هذه العلاقات السياسية والاجتماعية دورا فعالا في وجه الإسلام وكان موقفه رحمه الله ممتازا ومميزا عن غيره في رد وقوع رماح الطغاة والمتطرفين على جبهة الاسلام واهراق حرمته وكرامته وكان مقررا وومثبتا امام رصيف الدعوة والتبليغ حتى لا يكاد يستطيع لاعداء الاسلام ان يزل قدمه إلى وراء الصفوف وكانت حياته مولعة في التصوف ولم يخش في الله لومة لائم قد وصل نهاره بالليل في التزكية والتربية والدعوة إلى ساحة الاسلام قد جهد كل الجهد في استيصال عادات القبيحة والقراحيح المتديسة ولم يدع السيد شيئا من ذلك إلى شقه وهدمه في نعومة اظفاره
قد واجهت الامة المليبارية في تلك الحالة كثيرا من الاضطرابات أزمات دينية ومادية والاضطرابات الذى واجهت الأمة في جهة الدينية هوتنصيب سادات كندوتى الجديد تحت قيادة من فقراء الذين نزلوا من بقعة ممباي باسم شاه تنغل كي وقد ظهر عليهم السيد علوي المنفرمي وغيره من عظماء العلماء وشارك في هذا الوقت ابني بيتان مسليار أحمد كتى مسليار وعبد الله مسليار وتشجع الناس على خلافه وتبين الناس وتعقدت الحفلات والاجتماعات لتفهيم حقائق الشريعة الاسلامية
والاضطراب الذى واجه الأمة ثانيا هومن عند البريطانيين المحتلين إلى ارض الهند وقد اشتد خشونتهم واتجاهاتهم الظلمية خاصة بعد االسنة 1792م لما أسس في مقطعة مليبار شركة للشرق الهند من عند حكومة البريطان ومن هذا التاسيس الشركة الجديد قد تم خريطهم الذى ارادا بها في نواحى مليبار ونالوبها الثبات القامة في ارضها كما اشرنا من قبل كان ارادتهم وخريطنهم الحكومة بالتفريق الامة وتفتيتهم في الوان الاديان
وإن مليبار لها خصوصيات عظيمة في التاريخ ومن خصوصياتها في القرن الثامن والتاسع عشر كان معظم العمال والزراع من عند الامة المسلمة وفي التعقيبات الذى بينهم وبيم الحكمة ثلاثة نفر والعمال والزراع يندفع ما عدى مقسمهم المعينة إلى العاملين والعاملون يدفع ماعدا قسمتهم المعينة إلى من فوقه من ملك الارض وهوياخد قسما من ذلك الربحة ويدفع الباقى خراجامنهم إلى الحكومة
وهذه الرسومات والعادات كانت تتبادلها السلطة القديمة إلى ايام البريطانيين ولكن بعدما وفق الارض المليبارى للاستقبال سلطنة جديدة ميسورية قد تبادلت وتغايرت الامال والاحوال المليبارين والاضاع وارشادات اقتصادية واخرى من الاعمال التنمية المليبار يين واخرى الاعمال استيصال الفقروالمسكنة من بين يديهم قد جلبت نفعا كثيرا جدا في مجال الترقية هذا القطعة من الارض ولكن بعدما نالت القبضة مليبار من عند البريطانيين قد تبادلت احوال إلى اسوعها وانحارت التنمية إلى الوراء والتحزين الناس فيامر الخراج
وفي الحقيقة ان الزراع والتجار المليباريين معظمهم مسلمين ولذا في عام تبوقد نالوا المال والثروة كثيرا مما نالوا من قبل لانه قد نقل حكومة تبوا المتوسطين حيث اخذوا الخراج من ايدى الزراع إلى مالك الارض وإلى الحكومة وفي عهده ايضا قد كتب حكومه اعطاء الخراج من مالك الارض وعهده قد شهدت لتغييب كثير من جمي (jammi) إلى السلطنة ترووتامكور وإلى كوجي لانهم استحيوا
هناك قد شهدت التاريخ لاستقبال مرشد ومزكّى وسيد يدافع عن المظلومين ولم يعتر في المدافعة والتناصر اي دين من الاديان ولما ان المسلمين معظمهم فقراء، ربما نالوالنصر المزيد والإعانة الوفيرة من غير الاديان ولكن ليس عنه الا العدل والانصاف على مجتمع ولا يستطيع لاي ناقد من نقاد التاريخ ان يدعى ان اعماله وتقدمه وتزاجره عن المظلومين فيه اشعة من شعاء الشيوعية ولا ترى خلاف ذلك الا بعض النقاد العربيين مثل رنجت كها وستعيفن ديل في مكتوباتهم الجانبية
والناس يندفعون إلى ساحته رحمه الله بدون ايّ تفاوت اوالتفارق الديني وأجاد فى إظهار مثل العلاقات السلمية بينه وبين الأديان حياتهم المعاصرة ان القوال والعادات التى تبادلتها المجتمع إلى انوار القرن الثامن الميلادي زمن الارتفاقات والتطورات المجتمع والناس مع فوات الوانهم والسيتهم واديانهم متفقين في عقود سلمية في امور دينهم ودنياهم وهذا الرواج الذى مضى عليها السلف من المنزلين الاولين في الولاية والسادات المخدوميين ايضا اتبع السادات منفرم هذا الطريق وعضوا عليها بالنواجد واستطردوا استطرادا تاما
وقد عرف في التاريخ اسماء الهندوسيون كثيرا الذى كان اعوانا للسيد علوي المنفرمي وكان من اهمة والخاصته كوند ناير الذى كان محاسبه إلى اواخر حياته ومثل ذلك الوقائع ايضا لنا نستطيع ان ننظر في حيات تبوا اي لان عامله في مليبار سرينواس رائوا وقد اعوج كثيرا من النقاد التاريخ الشيوعيين مثل ذلك الوقائع وأعطوا حقيقتها مع أنهم دفعوها إلى وراء تواريخ المعبرة ويحرر لوكن ويحكى عاداته قدس سره التماسحية والترافقية والتضايفية والتراحمية إلى الاديان غير الاسلام
وفي مثل ذلك الامور كان السيد للناس والناس للسيد كالبنيان يشد بعضه بعضا وكان رحمه الله يعاضد بينهم انه في كل المشاكيل والعراقيل المادية في هذا الكتاب ايضا يقرر رحمه الله انه كان يظهر لنكاح الهندوس اذا دعاهم اليه وايضا يعظم حضوره إلى نكاتحهم وكان بينهم للسيد رحمة الله منصبا لا ينساه جولات التاريخ وكان ايضا يأكل من مطعمهم وويستجيب لدعوتهم وبيناصروهم لاعطاء المال والوفير لسد حاجتهم ويشهد الكتاب ايضا انه كان محاسبه رحمه الله كان احدا من هندوس واسمه كونت ناير مضى ذلك الشخص إلى وقت موته رحمه الله وفي الكتاب المسمى السيد علوي المنفرمي بقول انه كان يحلل مشاكيل الناس والعراقيل العمضة في بقعة مليبار وكان ايضا يستعد لدعوة الكفار ايضا وقد تسبب والله هذه الاحوال والعادات والرسوم المسامحة والمصالحة دعت إلى التفاشي والاتشاهر منصبه في مليبار بين ومن ذا قد نسب دعوته مسيراحراق النار في هشيم
حياته الصوفية
كان هناك كثير من المشائخ الكبار العظام والعلماء العباقرة يتلمذون من الشيخ السيد علوي المنفرمي وكما ان للحيات الصوفيين والاولياء عبرة والتاثير في الاقوام الذين يعيشون فيهم كان للسيد ايضا قصة معجبة الذي بها اثرت الناس وكما ان الحيات الصوفيين يسلّطها الشيخ المربّى وايضا الطريقة الموصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ممن يتبع في ذلك المجال الطريقة الباعلوية والطريقة الباعلوية ووهوطريقة يقوم تحت الطريقة القدرية ابدأ لان الطريقة وهوخصوصية الصوفيين وهم اما شيخ اومرشد تحت الشيخ المربى وكان شيخا للطريقة الباعلوية في ذلك العهد
وكان تصوفه الدعوة وكان له دخل عظيم في الدعوة في تلك الدهور لان اوصاف الدعاة الحقيقة وهواوصاف الصوفي نفسه والصوفي لا بد له عليه ان يتحلى باخلاق الفيسة من رميهم الدنيا وشهرابها من ايديهم وقلوبهم عند ما يدخل في ذلك المسلك وكثرة سفقتهم على الرعية ورحمتهم على جميع عصاة هذه الامة المحمدية وكثرة توبتهم من علومهم وعلمهم واعمالهم التى دخلها الرياء وكثرة زهدهم وعدم التعشق إلى معرفة الامور المستقبلة وعدم اكلهم من طعام من علموا ان عليهم دينا
كان صاحب القريحة الطيبة والأخلاق المحمودة وهذه الاخلاق المحمودة كلها لا بد ان يتحلى بها الدعاة وان حياة السيد علوي وهوحياة المصيبة ولذا عد من الاولى في مدارج الصوفية وايضا قد عد احدا من اقطاب القرون والازمان ويشده لمنصبه القطبية الصؤفيون والعلماء العباقرة مثل عمر القاضى رحمه الله الذى كان من تلاميذ البارعين للسيد علوي رحمه الله وايضا كان السيد علوي رحمه المرشده ومزكيه
ومن الخصال المحمودة من حياته رحمه الله الصوفية الذى اثرت في التصوف والدعوة والتصليح اوضاع المجتمع وهوكثير ومنها القوة الصلة الإلهية لان له اوراد خاصة في الطريقة وهذا الايمان الراسخ في قلبه رحمه الله قد تشجعه إلى التوكل الداعم على الله تعالى ومنها انه كان قوة الصلة باللناس وكان موثق الصلة بالناس لان دعوته رحمه الله كان مع المجتمع المليباريين وكان يترفق بالرعية ويهنوا عليهم ولا يترفع عليهم بعلمه ومكنتاه وكان لا يفرق بين قويهم وضعيفهم
ومنها انه كان قوة السعة الافق بالناس لان مثل السيد عليه دور مهم في المجتمع حيث له الصدارة وعلية الفتوى والمناصحة والارشاد على كل هذا ليس امرا هينا لانه لا يتأتّى الا بعد جهد شديد ومنها المعرفة بأحوال المدعوّين
ومنها ما يتعلق بنفسه وحده وهوالحلم والعفو لان الحلم والعفومن اهم الاخلاق الداعي الذي لا بد ان يتحلى بها الداعية إلى الله لان الناس كثيرا ما يصدر منهم ما يغضب النفوس فاذا لم يكن متحليا باللحلم والعفوصدر عنه ما ينفر الناس منه فلا يجتمع عليه احد والداعى إلى الله عادة يتعرض لعقبات مختلفة من اللناس منهم الخلوق المهذا ومنهم الشرس العنيد والداعية مثل السيد عليه ان يكون متصفا بالحلم والعفويقر مرشدا ويهدى المجتمع بهديه والاستقامة والتواضع والشجاعة والثبات على الحق والاخلاص والصبر والعناية وكل ذلك من عداته رحمه الله وكان الاستقامته في الاسلام كان منهجا متكاملا بين العقيدة والشريعة والدين والدنيا وايضا تواضعه على الداعية ايضا قد جلت كثيرا إلى طريق الهداية لان التواضع للناس من اعظم الوسائل التى ينشر بها دعوته بينهم
وقد تظهر شجاعته واثباته على الحق في الثورة جيرور وايضا من الثورات الكثيرة المنعقدة في قرن 18 م في مليبار خلاف البريطانيين لان السيد كان يشجع الناس على السبيل الحرب فلانهم لما قد اضطروا واصيبوا المشاكل والمضارات الشديد من عندهم وايضا قد يبين ثباته على الحق في اقبال على خلاف السادات كندوتى الذين يدعون ويخترعون انواعا من الكذب وقد تساعد السيد في تكسير شوكتهم وعمل في جانب اهل السنة والجماعة ولان التشجيع طوال كتابه المؤلفة المسمى "بسيف البتارعلى من يوالي الكفار ويتخذهم من دون الله ورسوله والمؤمنين انصار" على خلافهم ولعدم التواضع والتصالح والتساجد امامهم والكبار الهندوس والملوك الارض من براهمن الذين كان في يدهم القواة الحكومة
وهذا الكتاب مشهور على اسمه والحقيقة أن هذا الكتاب ليس مصنفه السيد علوي بل صنفه ابنه السيد فضل بوكوي كان تعلقه باعطاء الطريقة والتزكية بها والتربية والاندفاع عن وقوع في ملذات الدينيوية ومنهم السادات وتلاميذهم وغيرهم من المؤمنين المسترشدين من بين المجتمع المختلف وهم مثل عمر القاضي رحمه الله وبيتان محمد مسليار واوكوي مسليار والسيد حسين البانكادي وكنجالي البتبرمبي والسيد عبد الرحمن الاحدل والسيد عبد القادر الاحدل وكسىي الحج جاللكت والسيد علي القادرى والسيد حسين الجفري والقاضى زين الدين المخدوم والقاضى كنج احمد مسليار والقاضى كنج احمد مسليار الكزبرمي وان احمد والقاضى محمد كتي مسليار والمدكودى والقاضي محي الدين بن عبد السلام وغيرهم ومن اساليب الذى واجه به إلى العصاة المؤمنين واستخدم السيد هذا الاسلوب اخرى بالوعد والوعيد وكان ينظر اليهم نظرة الشفقة والرحمة ويراهم من الواقفين في الليلة الظلماء على واد عميق يخاف عليهم من السكوت
ولا ريب لنا انه حصل السيد رحمه الله هذه الحياة التصوفية المملوئة بالكرامات والعجائبات الخارقة للعادات الا باتباع الشريعة والطريقة وان يصل بها إلى الحقيقة والمعرفة لان الطريقة والشريعة في اصطلاح الدين هما منهجان مستقيمان الذان وضعهما الله لعباده ويطلق على المعنين الاولى منهما مرتبة يصل اليها غالب الناس والثاني مرتية لا يصل اليها الا من طريق الكشف وهوالمراد وهوالمراد بالطريقة التي يتوصل منها إلى الحقيقة لان الحقيقة هي الاحق والاقرب إلى الله
طريقة السيد علوي رحمه الله
والطريقة الذى إتبعها السيد علوي رحمه الله هوالطريق الباعلوية هي طريقة قبيلته باعلوية مع انه فرع تحت الطريقة القادرية والمؤسس الطريقة الباعلوية هومحمد بن علوي رحمه الله من احد اجداد السيد علوي المنفرمي رحمه الله وايضا هم مؤسس للقبيلة الباعلوية
وصار السيد علوي رحمه الله على طول هذا العمر المديد ملجأ للأمة الذين يهرولون اليه من كل جانب الحياة ومن كل قرائح البقع وقد ظل السيد علوي رحمه يعيش مع ذكرى النبوية وادوا على صلوات النفل والاذكار والاوراد ما استطاع له في الحياة فكان شديد البهجة بنوم لقائه وسخي الدمعة على يوم فراقه خريصا على متابعة صلى الله عليه وسلم في افعاله واقواله يحب مااحب ويكره ما كره وكان قد ملأ صدوره علما من الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم واترع فيها العقول فقها من فقه النبوية
وكان له مريدون كثيرون الذون قد حصلوا الطريقة القادرية منه رحمه الله ومن اكبرهم وابكرهم وفحلهم بيتان محمد مسليار واوكوي مسليار وكسي الحاج وعمر القاضى رحمه الله وايضا معظم الناس الذين كانوا يمضون حياتهم اليومية بتربية وتزكية السيد العلوي رحمه الله وإنّا معرفون جيدا عن واقعة عمر القاضي الويلنكوتي الذى كل ما قد فصل من المعلومات لما تقدم إلى السيد مختبرا حيثيته أهوولي في الحقيقة أم لا ليهمه صغيرة اصابه في حياته وحيث ان المقام لذلك المهمة بالاختبار انه رأي وان ينجوالناس من تهمتهم والإجازة بإتّباعه رحمه الله والنسيان الذي قد اصابه من ذلك قد انجلى برضائه والدعاء من عند السيد علوي رحمه الله ولذا كانت حياة السيد عمر القاضى تحت النظر والتدبير من عند السيد علوي رحمه الله
أسلوبه الخاص في حياته
وكانت حياة السيد علوي رحمه الله مختارة للحياة المختلطة بين الناس والزهد في الدنيا على عكسه من عدم المخالطة وتعليق امور الناس وشكوتهم وتحليله للناس والعكوف على العبادة من غير اعتبار في امور الناس وكان بحرا في علم التصوف وعلم الفقه ويبين مهارته في العلم الفقه مصنفته عنده عن العمراء وقد جلبت إلى ذلك البحر كثيرا من الطلاب والمريدين وكلهم كانويصبون منه مايسد ظمئانهم من ذلك البحروقد احب السيد علوي رحمه الله ان يعيش عيشة المساكين
وصار قطب الزمان وغوث الأوان، فكان يلبس نحوالمقصب والحرير من الملابس الفاخرة ويتختم بالذهب ويركب الخيول المرختة والتخت يحمله رجال ماهرة كعادة تلك الجهة وعلى بابيه شخصان بيد كل واحد منهما مروح مصنوع من الحرير والقصب يروحانه بهما وعلى جانبيه شخصان أيضا بيد كل منهما مظلة منشورة مطرزة بالفضة والذهب ويصحبه نحوثلاثمائة رجل حاملين السلاح والنوبة تضرب أمامه والرايات منشورة على الملاح وينتقل من محل إلى محل كالأمراء في السلوك يهابه الناس حتى العلوج والملوك ويخرج أهل المحل الذي قصده لملاقاته قبل الوصول ويفعل ما يريد بإذن الله لا يبالي بأحد من الناس على الشمول إلى أن تسلط النصارى على مليبار بإعانة ملوك الهند على السلطان المذكور فارتد جملة ممن أمر بالإسلام من الكفار
وكان الشيخ العلامة عمرالقاضي يقرّر أن السيد علوي كان في منصب القطب ومن شيم القطب ان يكون مركزا ومراقبا للعالم كله ولذا احوجنا إلى اطلاع مثل هذه الواقعات في حيات السيد علوي رحمه الله وايضاهناك اهمية إلى اعتراف خدماته العالمية ويستطيع لنا ان نخترع اجوبة مثل هذه التأملات من النسخ التاريخية الحيوية القيمة الممتلئة بوقائع حياته الشخصية وفي الحديث النبوي القدسي فيما يروي الرسول الكريم من ربه "لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى اكون سمعه الذي يسمع به ويده التي يبطش بها ورجله الذي يمشي بها" وهذه الاحوال كلها يعطي الله تعالى لمن شاء من عباده تكريما وتعظيما لهم ونحن معاشر المسلمين ندعوعن هذه الاحوال الخارقة للعادات التي تظهر على يديهم باسم الكرامة احيانا بواسطة هذه الكرامة يستطيع للولي المتشرف بها التبليغ العالمي حيث ان فيهم من سخر الله له الهواء والبحار وفيهم من طوي له الارض ومنهم من يقر من اللوح المحفوظ ومنهم من يسير به الهواء
نبذة من كراماته
وظهرت منه كرامات كثيرة غزيرة تعجب بها الناس لما كان من الناس الذي قد اختار عيشة النبى صلى الله عليه وسلم واتباعه مع انه كان ينقضى صلاته العشاء في منفرم والصلاة الصبح من المسجد الحرام لما انه قال صلى الله عليه وسلم اللهم احيينى مسكينا وامتنى مسكينا واحشرنى غدا في زمرة المساكين
وأن السيد قد رش يوما الماء من الحوض في منفرم لما تحرق دار في حضر موت واطفأ ناره ولما سأل عنها اجاب عن احراق الدار ولذا رشت الماء من الحوض وكيف استطاع الاطفا النار مع انه يقع في مسافة الايام وكيف علم عن الاحراق الدار لذا لنا نسبطيع ان يفهم عن الاستطاعات التي افاضه الله عليه
وذات يوم قد ارسل السيد رحمه الله احدا من خدّامه إلى سلون للقاء وإعطاء الخط إلى احد من الصوفيين الذى يعيش في سلون ولما وصل ذلك الخادم إلى سلون وقد استطاعت له الملاقات بالسيد علوي قدس الله سره العزيزولما رجع إلى وطنه ايضا قد استطاع له الملاقات بالسيد علوي رحمه الله وقال السيد رحمه الله إلى خادمه "انى اكون في كل موطن" وكانت حياته معروزة مولعة في التصوف وكان له العلم الواسع عن العلوم الجغرافية وكان قد وصل إلى أقصى غاية في التدبير والتزكية ومثاله لذلك العلم الواسع الفصيح ان رجلا من تانور المسمى بيكركت محمد حاجي يروى حاله انه قد زار السيد علوي المنفرمي قدس الله سره العزيز لما افتقر إلى المال لتزويج بنته وكان من مساكين واخبر ذلك إلى السيد وارسل إلى بينغال واعطى التهنئات للسفر وكان سفره إلى بينغال من طريق ممباي ولما وصل إلى ممباي قد لقي بالسيد علوي قدس الله سره العزيز وبعد ذلك مضى إلى تيكال ولقى هناك برجل المسمى بجار محمد وكان ممن اصابه القلق وكان غنيا وما لبث إلى وقت التناول حتى كشف عنه المرض واعطى إلى محمد الحاج المال الوفيروسد حاجته وكفي به ورجع إلى وطنه وفي هذه الواقعة من الاسرار والأفكارالتي لا يعلمها ولا يفعلها الا من اعطى الله له التوفيق للامر الخارقة للعادة
وكان يوجد في الأمكنة الكثيرة مع وجوده في بلده في وقت واحد أو متقارب لأجل كراماته والسيد علوي قدس الله سره العزيزكان يشارك ويظهر في كل عام في الكعبة للحج وهذا خاصية قد حظيت بها لانه قطب ذلك القرن كما ان المكة والمدينة مركزا للعالم لان القطب هومركز ولهم دخل في اجراء العلم ولذا يكون حضوره في كل حج
ونقشت التاريخ قصصا كثيرة في كراماته العظيمة ومنها: انه قد خرج رجل من مليبار للحج إلى بيت الله الحرام وطلب من السيد التسليم والاجازة للحج واعطى مطوقة التسبيح إلى يده وقال اعط ذلك لملاقتك في الحج عند مقام ابراهيم وقد وقع ذلك قد خرج الرجل من عنده ومضى محرما إلى الحج ولقي السيد عند الميعاد وتبادل ذلك إلى يده رحمه الله ولما رجع ذلك الشخص من الحج وجده السيد رحمه الله في منفرم عند داره واخبره إلى الناس عن ذلك الواقعة ولكن العجب كل العجب قد قرر الناس وجوده رحمه الله في منفرم في عام الحج وهكذا وقع عجائب كثيرة عن حظوره رحمه الله في منفرم وحرمين الشريفين اوفي مكان اخرى في وقت واحد
سلوكه الصوفي بين الناس
إن شمائله الممدوحة كسبت له الوف الآلاف من التابعين والمريدين والمسلمين ولم يدع فصيحة حميلة الا وقد دعا الناس اليه وامروهم ولم يدع شيئا من الاعوجاج الا سدده واقامه ولنا نستطيع ان نرى في سيرته التزكيه والتعليمية المتعلقة المختلفة بينه وبين الناس ويغاير ذلك في مختلف الحالة والمقام والتنوع الاشخاص والجيال والجناس ومنها انه قد قام فيه حلة مرشد ومسترشد وذلك من جهة حياته التصوفية وحالة معلم ومتعلم وحالة منصح وواعظ للناس
أن السيد لما كان مع اعوانه في منفرم حينما يتوضئ واصحابه من النهر كدلندي قد اتفق بأن يرى نفرا قد غدوا اإلى احد شاطئي النهر في منفرم وبدأوا أن يطبخ الطعام وفي ذلك الوقت قد اصرف أنظارهم إلى ذلك المنظر وارشدهم بان حياتكم في الدنيا مثل ذلك الركب الذى نزل في جانب النهر وطبخ الطعام وولما انقضى من طبخهم ساروا إلى غايتهم، قال: إنا ايضا مسافرون إلى غايتنا وانا مسافرون والحياة الدنيوية هي وقت الطبخ إلى دار الاخرة الابدية وهذه القصة اللطيفة وهومثال لمهمته رحمه الله الدعوية من حياته التصوفية وكان دعوته مثل دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم متابعا له فى اثبات الامور بالامثال يستريح تحت ظل الشجرة
انه زكا نفسه على يد مربّ ومرشد وان يكون مأذونا بالارشاد من شيخه وان يكون لديه القناعة بالغنى عن الناس وان يخاف ويخشى من المعاصى والأدناس وان يكون له علم بالعلوم الاسلامية منها التفاسير والاحاديث واللغات وغيرها وايضا ينبعي لنا ان نعرف عن اصطلاح المريد وهوالسالك الطريق الذى يصير في الطريقة حسب ارشادات شيخه مسلك طريقة كما يرحمه له شيخه حتى يصل إلى غايته والمريدين ايضا العوامل المهمة التى لا بد لهم بالتحلية بها وهوالطاعة الظاهرة والباطنة والجلوس مع الشيخ على بسط الادب وحسن الظن بفضيلة الشيخ والصدق والاخلاق في الصحبة والصبر على خشونة الشيخ والمرشد
وأهم الأساليب التى اثرت في حياته التزكية والتعليمية هوتعلق المرشد والمسترشد اوالشيخ والمريد ممن هذا الناهية قد نال كثير من الناس الطريقة القادرية من الشيخ السيد علوي قدس الله سره العزيزلانه السيد علوي قدس الله سره العزيزشيئا بعد شيئ والقائم بما يصلحه حتى يصل إلى غاية اراد الله منه وهذا الاحوال مبين ومظهر في حياة الاسيد علوي قدس الله سره العزيزوالمريدين له رحمه الله عمر القاضى الوليمكودى وبيتان محمد مسليار واوكوي مسليار والسيد حسين تنغل البانكادي والجاللكت كسي الحاج والكنجالي البتبرمبي والسيد عبد الرحمن الاحدل مثال لميل ذلك المريدين الموصلين إلى مرابيب الولاية
وكان السيد علوي قدس الله سره العزيزممن ادرك المنصب الكاملة الذى يصعد الاولياء وهوالسيران من الامارة واللوامة والملهمة وتالمطمانة والراضية والكاملة والاولياء يصعد مثل هذا المدارد تى يصل إلى رب الارباب
هناك قصة أيضا، ذات يوم رفع رجل من العوام إلى السيد علوي قدس الله سره العزيز بان بقرته قد ضاعت ولم يجب السيد قط لشكايته حتى انتظر الرجل في جوار السيد ثلاثة ايام حتى جاء رجل اخر إلى السيد رحمه الله وشرع ليشتكي عن مرض اصابه في بطنه وحينئذ قال السيد رحمه الله لذلك الرجل المبطون الذي ورد في ساحته مشيرا إلى المشتكي الاول باطعامه وتضييفه في بيته ومضى الرجل الاول إلى بيت الرجل الثاني ولما تمت الضيافة وجد الضيف أمتعته التي قد ضاعت من عنده في ذلك البيت
وفي هذه الخطة التحليلية لنا عبرتين الاولى منهما انه قد حلل مشكلتهما كفافا لهذين الرجلين واندفاعا إلى مصلحة اسلامية لانه قد امر إلى الثاني باطعام الاول لان الضيافة المامور بها بهذا الصدد من شعب الايمان الذي لامحالة يثاب فاعلها من عند الله وثاني الاسرار في تحليل هذه المشكلة وهوتكسير غضب الرجل الاول الذي ضاع متاعه لانه في العادة انه ربما يجترأ الرجل الاول على الثاني وكيف ينتقم الرجل من الرجل الذي اعطاه الطعام؟
وله زيارات من الدولة إلى الاخرى واسفار من ولاية إلى اخرى وكان اكثر سفره داخل كيرلا ومن اهمهم واجدرهم بالذكر انه كان مواظبا بزيارة مقابر العلماء والصوفيين والصلحاء وهم مثل مقابر السادات المخدومين وهم عند العزيز المخدوم والذي كان قاضيا في كالكوت وزين الدين المخدوم والذي كان يعيش في فنان وكان هذه الزيارات كلها بأدب واكرام وتعظيم تام كامل
وكان يضع نعليه بعيدا عن مقابرهم اثناء الزيارات تكريما لهم وراجيا ان يصل اليه من بركاتهم وكان السيد علوي رحمه الله يزور قبر الشيخ عبد الوفى في تكمبك قريب كالكوت وهناك ايضا كان السيد علوي رحمه الله يضع عن رجليه نعلين بعيدا مسافة كلوميترات والاميال ويدخل إلى المقام بالتعظيم والتواضع ويدعو عنهم توسلا بهم إلى ربه تعالى
دخل السيد فضل بوكوي في تصوف مالابرم
إنه كان إبن السيد علوي المنفرمي وكان سيفا قاطعا عند الاعداء وكان سوادا في أعين الاعداء الالداء البريطانيين وقد اختبقوا اليهم في اشد الحناقة لانه رحمة الله عليه قد فهمه من اطارة شريعة الاسلام من ان حب الوطن من الاسلام كما قيل وسمع
إنه كان صوفيا مشهورا يأتونه الناس للنصيحة وعالما ماهرا قد اكتسب انواعا من العلوم الدينية اصليا وفرعيا في صغر سنه ومضى في طلب العلم الدولات البعيدة وقد وصل إلى حرم مكة وسكن بها تحت رعاية وتربية العلماء وكرام والمدرسين المكيين العظام وتمحر في اصناف من العلوم والفنون وايضا قد تبحر في انواع من العلوم الاصلية والفرعية والعلوم الدينية والمادية المتعلقة بالحكومة وايضا قد تمهر في مجال التصوف والتزكية وكان من أساتذته الكبار اوكوي مسليار، كسي الحاج شاللكمي، القاضى محي الدين كالكوتي، بيتان مسليار، عمر القاضي وكان عاصفا شديدا امام اضطرابات المتفاقمة ضد شريعة الاسلام وآنس حياته بتمسيح دموع الاراملة والفقراء والمساكين
وقد اهتدى إلى شاطئ السلامة الامن لمن وقع في هيجان بحر الظلم والظلامة وارتفع إلى هذا المسرح من حين شبابه في السنة عشرين سنة من عمره بعد براعته في كل فنون وفي ساحة الإاقبال على المحتلين اشد اثباتا من ابيه السيد علوي رحمه الله ومن تبرعات السيد فضل تبديل المسجد المنفرمي إلى المسجد الجامع وكان خطيبه ايضا السيد فضل رحمه الله تعالى وكان يهتم بتطورات المجتمع مع انه لا يكاد يصبر على هتك الصدق والعدل وكان له فتاوى كثيرة الذى تعين الناس على الجراعة والاقبال على الاعداء المحتلين وايضا يشجههم ويدافعهم بالاقبال إلى الجراعة والتامين أما مضرات احكام الجنسية الهندوسية
ولا دخل لريب في أن هذه الفتوّة قد تشجعت لكثير من المتدنسين الهندوسيين إلى قبول كلمة الاسلام والاقبال إلى ساحته ومثل هذه الواقعات ايضا قد وقع في عهد ابه الحنون السيد علوي رحمه ايضا ولذا صحب كبار الهندوس بالبريطانيين في إطفئاء نور الاسلام خمود مصباحه واستيصاله من ارض كيرلا وكان البريطانيون يقولون عن الشركة في تشجيع المسلمين ضدهم وحكومتهم الضارة ومنها انه قد اتى رجل من بركنور إلى منفرم وكان في يده سيفا وزار قبة السيد علوي المنفرمي ونقش في سيفه اسم السيد فضل ومضى ذلك الرجل إلى ساحة القتال وقتل بها
أسرة المخدوميين في مالابرم
وقبل أن نتحدث عن المشائخ المخدوميين ينبغي أن نتعرف – في حدود استطاعتنا - على أسرتهما الشهيرة بأسرة “المخدوم” والتي كان – ولا يزال – لها نفوذ قوي وسهم قيادي في حياة الأمة المسلمة في كيرلا؛ بل في المجتمع الكيرلوي بصفة عامة
إن هذه الأسرة كانت أيضا نكتة تحوّل في العالم التصوفي بشكل عام وفي كيرلا بشكل خاص، وأكثر الناس يحسبونهم محض العلماء في الشريعة ولكن الحقيقة إنهم أيضا الصوفية، وكفى بهم فخرا،أنه ألّف علامة هذه الأسرة "مولد منقوص" الذي صار ثلجا للحرارة الشديدة في كيرلا، ولا حاجة إلى كثرة البيان فيه
يخبرنا التاريخ أن أسرة “المخدوم” قد وصلت إلى بلاد مليبار في أوائل القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي وكان مؤسس هذه الأسرة في كيرلا الشيخ القاضي زين الدين إبراهيم بن أحمد- عم الشيخ زين الدين الأول - الذي وصل أولا من المعبرعن طريق كيراكرا (Keelakkara) وكايل بتنم/قاهِرْ فَتَنْ (KayalPattanam) في ولاية تامل نادوالهندية إلى كوش (Cochin)، ثم انتقل إلى فُنَّانْ/بُنَّانِي (Ponnani) حيث أقام هناك مشتغلا بالخدمات الدعوية والتربوية
طابت الحياة لهذه الأسرة الكريمة العريقة بفنان، واندمج أهلها مع أهل فنان، حتى أصبح آل مخدوم عمدة هذا البلد كله؛ بل بلاد مليبار بأكملها؛ يرجع إليهم في المعضلات ويلاذ بهم في الملمات، سواء فيه المسلم وغير المسلم وأحاول هنا أن نفصّل بعض أعضاء هذه الأسرة
العلامة زين الدين المخدوم الأوّل
الشيخ زين الدين الكبير فهو: العلامة الإمام قدوة الأنام أبويحيى زين الدين بن على بن أحمد الشافعي الأشعري المليباري ولد بكوشن بعد طلوع الشمس من يوم الخميس الثاني عشر من شهر شعبان سنة إحدى أواثنتين أوثلاثة على أقوال - وسبعين وثمانمائة (873 هـ/1467) كانت نشأته الأولى في محل ولادته، وترعرع هناك إذ درس على يد عمه الشيخ زين الدين إبراهيم المذكور
أساتذته ومشايخه:
منهم:
1- أول أستاذ للشيخ زين الدين الكبير هوعمه الشيخ زين الدين إبراهيم، حيث درس عليه في كوشن أولا، ثم انتقل إلى فنان ليتولى مهمة القضاء هناك، فرافق التلميذ أستاذه إلى فنان وهنا قرأ القرآن الكريم وحفظه، وبها تلقى العلوم الدينية واللغة العربية على يد عمه 2- ودرس في فنان أيضا على الشهاب أحمد بن عثمان بن أبي الحل اليمني، درس عنده الفقه والحديث وغيرهما، وقرأ عليه “الكافي في علم الفرائض”
وعمِل الشيخ زين الدين الكبير مدرسا وأستاذا في هذا المركز العلمي الكبير، الذي كاد أن يتنافس المراكز العلمية العالمية الكبرى، مثل الجامع الأزهر الشريف في القاهرة والجامع الأموي في دمشق الشام، والحرمين الشريفين، وجامع الفاتح في إستانبول وغيرها، حيث بدأ الوفود يتوافدون على فنان من مختلف أرجاء الأرض من إندونيسيا وماليزيا شرقا، ومصر والحجاز غربا
وهكذا أصبحت قرية فنان شهيرة بـ”مكة مليبار” ومرجعا للخواص والعوام ومنارا للعلم والهدى، ثم مركزا حضاريا وسياحيا كبيرا، حيث يرقد فيه تلك الأمجاد الخالدة والذكريات المباركة الطيبة، بفناء هذا الحصن الحصين مرقد مولانا الشيخ الولي التقي النقي العلامة الكبير زين الدين آل مخدوم الكبير رضي الله عنه ورضي عنا معه
ومما لا يمكن الشك فيه أنه كسائر الأسرة المخدومية؛ بل كالمجتمع المسلم المليباري- كان على طريقة أهل السنة والجماعة ومؤلفاته في التصوف والمواعظ خير شاهد على ذلك وفي غصون تلك الكتب نجد له بيانا ناصعا لطريقة الإمام أبي الحسن الأشعري وردا مفحما على كثير من معتقدات المنحرفين من المعتزلة والشيعة والتيميين المنكرين للتوسل والاستغاثة وشد الرحال إلى الأماكن المقدسة وأضرحة الصالحين ولا نورد هنا أية أمثلة على ذلك خشية التطويل
وأما مشربه الروحي فيذكر صاحب نزهة الخواطر أنه “أخذ الطريقة الجشتية عن الشيخ قطب الدين بن فريد الدين بن عز الدين الأجودهني، فألبسه الخرقة ولقنه الذكر الجلي، ثم أجازه لتربية المريدين وتلقين الذكر وإلباس الخرقة والإجازة لمن يجيز ولقنه أيضا الذكر على الطريقة الشطارية الشيخ ثابت بن عين بن محمود الزاهدي وأجازه في تلقينه” ويصفه المستشرق الكبير كارل بروكلمان بأنه “الصوفي المعروف”
كتبه
أما بالنسبة لمؤلفاته فإن شيخ الإسلام زين الدين الأول قد ترك مؤلفات كثيرة في اللغة العربية، تغطي موضوعاتٍ علميةً مختلفةً الحديث، الفقه، التصوف، السيرة، النحووالصرف، الجهاد وغير ذلك وهذه الثروة الهائلة من العلوم والفنون تدل على منتهى تحقيقه العلمي وتمكنه من اللغة العربية، كأنه واحد من العرب وعلاوة على هذا إنه كان على معرفة باللغة الفارسية كما يدلنا على ذلك بعض كتبه كما يلي
وفيما يلي عرض لبعض مؤلفاته: مرشد الطلاب إلى الكريم الوهاب في التصوف (مطبوع في مطبعة مفاتيح الهدى بترورنغادي كيرلا، الهند، عام 1324هـ) وسراج القلوب وعلاج الذنوب في التصوف والمسعد في ذكر الموت في الرقائق وشمس الهدى في الموعظة والتذكير وتحفة الأحباء وحرفة الألباء في الأدعية المأثورة
وفاته
وكان وفاة الشيخ زين الدين الكبير بفنان؛ التربة التي تشرفت بكد يمينه وعرق جبينه وكانت بعد نصف ليلة الجمعة السادس عشرة من شهر شعبان سنة ثمان وعشرين وتسعمائة الهجرية(928هـ/1522م) ودفن جثمانه الشريف بفناء مسجده الجامع ببناني عند مدخله الشرقي، ولا يزال ضريحه ظاهرا ومعروفا، وصدق الدكتور محي الدين الألوائي إذ قال: “يفد إليه الزوار من شتى أنحاء البلاد”
2- الشيخ محمد بن الغزالى
هومن ابناء الشيخ المخدم الكبير وهوثالث ولد بفنان حيث كان والده الجليل قاضيا ومخدوما فى الجامع الكبير وهووالد الشيخ زين الدين المخدوم الصغير ووكن علاما نحريرا ولا تعرف له تصانيف ولا تأليفات إلى بعض الفتاوى المنسوبة إليه وقد قيل أنه كان مسجد شوميال قرب ماهى فى سنة (930هـ) وكان يقوم بالتدريس والدعوة الإسلامية ونشر لكلمة البيضاء متركزا على المسجد الجامع باسم كركش ولكن فمنها ولدت الشيخ زين الدين المخدوم الصغير المعروف ايضا بزين الدين المخدوم الثانى وبعد أن ولده المخدوم الثانى ولم يعرف تاريخ وفاته ودفن فى المسجد الجامع الواقع فى شاطئ البحر بشومبال
2- عثمان بن الشيخ ججمال الدين المعبرى
ولد الشيخ عثمان بن الشيخ جمال الدين المجرى بكوشن فى سنة (910هـ) ونشأبها وترعرع وتلقى التعليم الإبتدائية فى كلب العلم وقرأ على زين الدين المخدوم الكبير حين كان مدرسا ومخدوما بفنان ثم قرأ على القاضى شهاب الدين أحمد الكاليكوتى المتوفى سنة (960هـ)
وقد ألف رحمه الله تأليفات حالفة بالعلم والنحو فمنها الأنصارى المتوفى سنة (761هـ ) وله حواش كثيرة منها حاشية للشيخ المنحوى محمد الشيرازى وقد طبعت هذا فى مطابع مليبار وله ايضا فتاوى كثيرة فى مختلف المسائل والإحكام الشرعية وله تقارير كثيرة الكتب النحووالقخ وتعليقات لكتب مختلفة وتوفي رحمه الله فى سنة 991هـ بعد أن عاش عيشا مبجلا بالعزة والشرف وفن فى جهة الجنوب للمسجد الجامع القديم الفنانى
4- الشيخ زين الدين المخدوم الصغير
هوالشيخ زين الدين المخدوم الصغير بن الشيخ محمد الغزالى هوالذى يعرف بزين الدين المخدوم الثانى حيث أنه اشتهر بالعلم والحكمة كما إشتهر جدّهزين الدين المخدوم الأوّل فهومؤلف متصور وعلام بخير
5- الشيخ عثمان المخدوم بن عبد الرحمن المخدوم الفنانى
ولد شيخ عثمان ا لمخدوم بفنان فى سنة 991 هـ وتلقى تعاليمه الإبتدائية من والده الكريم عبد الرحمن الخمدوم هم من الشيخ الإمام جمال الدين القاشى محمد بن عبد العزيز القاشى الكاليكوتى المتولى فى سنة 1025 هـ وعين الشيخ عثمان مدرسا فى الجامع الكبير بفنان لسنين وتولىمند\صب المخدوم القضاء بعد وفاة أبيه فى سنة 1029 هـ
وجدير بالذكر ان الشيخ عثمان رحمه الله كان ماهر فى جميع الفنون ةوكان داعيا مخلصا لوجه الله حتى أسلم على يده 225 من هنادك عالمين هما عبد الرحمن المخدوم والشيخ جمال الدين وتولى منصب المخدوم بعده ابنه عبد الرحمن وتوفى الشيخ عثمان بفنان ودفن فى مقبرة المخاديم
6- الإمام عبد الرحمن المخدوم بن عثمان بن جمال الدين
إن الشيخ الإمام عبد الرحمن المخدوم ولد بفنان فى سنة 946 هـ وقرأ على والده وعلى الإمام عبد العزيز المخدوم المتوفى فى سنة 994هـ وقرأ أيضا على الشيخ زين الدين الصغير وقد عيّن مدرسا لسنين وقد حف حوله كثير من التلامذة ليتعلموا منه
وكان الشيخ عبد الرحمن رحمه اللهتقيا ورعا يخشى الله فى السووالعلى وأخذ الطربقة القادرية من الشيخ القطب عبد القادر الثانى الفرطوى القادرى وقم بالدعوة وشر العلنم الشرعية فى اسلم على يده جم غفير وتولى منصب المخدوم بعد خاله عبد لغزيز لمخدوم وقام بتوعية الناس حول خطرات الإمبريالية وحرض على الجهاد واشترك فى الحرب من البرتقال فى فنان وحواليها وقد صار كثيرا من أضاده قضاة وعلماء حيث أنهم تولوا مناصب ممتازة فى بلاد مختلفة وتوفى رحمه الله بعد أن عاش عيشا مفصلا فى سنة 1029 هـ ودفن فى مقبر المخاديم بفنان
7- الشيخ عبد العزيز المخدوم الثانى
هوابن الشيخ يحى بن جمال الدين بن عبد العزيز المخدوم بن المخدوم الكبير ولد ببلدة فنان فى سنة 1003 هـ وتلقى تعاليمه من الشيخ عثمان المخدوم ولكن تولى منصب المخدوم قبله وقرأ عليه كتبا كثيرة وكان الشيخ قاضيا على كثير من البلاد وتولى منصب المخدوم بعد وفاة الشيخ عثمان المخدوم وقد عيّن مدرسا لسنين وكان زاهدا صوفيا له مسائل كثيرة وكان داعيا مخلصا متقيا ورعا حتى اسلم على يده 390 رجلا وعاش عيشا مبجلا بالخدمات الدينية وانشاطات العلمية حتى توفى رحمه الله فى سنة 1092 هـ ودفن فى مقبرة المخاديم بفنان
9- السيد با فخرالدين بن السيد اسماعيل
ولد السيد رحمه الله ببلفتنم من ضلع كنور فى سنة 1011هـ ونشأ وترعرع فى تربية والديه وتعلم القرآن والتجويد من بلدة ثم إرتحل إلى فنان وقرأ على علمائها وكان علاما وليا واصلا وشيخا فى القادرية وله مريدون كثيرون وقد سافر إلى أقطار مليبار للدعوة خصوصا فى أقطار الجنوب واسلم على يده كثير من الناس
تزوج السيد رحمه الله امرأة من الأسرة المخدومية بفنان وله منها بنت شربقة باسم فاطمة ولما ماتت زوجته هذه تزوج أخرى فولد له منها ابن صار مباركا شريفا بعد باسم محمد
وتوفى والده بفنان وخرجت ابنته فاطمة قاصجة للحج ولكن توفيت بالمدينة المنوّرة اما ابنه محمد خرج من بلدة فنان إلى بلافتن وتزود امرأة من دار جدة تسمى الدار القديمة وهي دار القضاة وقد قضى الشيخ السيد رحمه الله أيامه فى الدعوة وأسلم على يده كثير حتى توفي رحمه الله فى سنة 1095هـ
10- الشيخ عبد الرحمن المخدوم الثانى
ولد الشيخ عبد لرحمن المخدوم الثانى عام 1015 هـ وقرأ أولا على ولادة ثم على الشيخ عبد العزيز المخدوم الثانى وغيرهما وكان عالما صوفيا فقيها ممتقا ييفتى فيما يسأله الناس عنه ويقفى فى أمورهم حيث عولى القضاء فى فنان وبلاد أخر وتولى منصب المخدوم بعد وقاة شيخه عبد العزيز المخدوم الثانى واقام مدرسا لسنين يلتقط التلامذة من الدرر الكانة من عنده فمن تلامذته الجهابذة عبد العزيز المخدوم الثالث والقاضىالمولوى محي الدين كى المخدوم وبعد أن عاش الشيخ عيشا مبخلا توفي رحمه الله فى سنة 1110 هـ ودفن فى مقبرة المغاديم بفنان
11- عبد العزيز المخدوم الثالث
ولد الشيخ رحمه الله فى سنة 1045 هـ تقريبا بفنان وقرأ على الشيخ عثمان المخدوم الفنانى اوّلا ثم على ابنه الشيخ عبد الرحمن المخدوم وغيرهم ولما فرغ من التحصيل عين مدرسا بجامع فنان وكان عالما فاضلا قد تمهر فى شيئ الفنون والعلوم تولى القضاء فى بالد مليبار وتولى منصب المخدوم بعد وفاة شيخه عبد الرحمن المخدوم عام 1115هـ وكان طبيبا زاهدا متورعا ولد فتاوى كثيرة فى مختلف المسائل وكان قائما بالدعوة الإسالمية حتى أسلم على يده ضارك كثيرة يبلغ عددهم 1050 وله تلامذة جوابذة منهم الشيخ محي الدين كنى المخدوم الفنانى والعلامة نور الدين المخدوم وتوفى رحمه الله عام 1130هـ ودفن فى فنان
12- الشيخ على حسن بن الشيخ العدنى الفنانى
هوابن الشيخ عبد الرحمن العدفى ولد بيت آرّكت بفنان عام 1050هـ وقرأ القرآن والتجويد والعلموم الإبتدائية على حله الشيخ عبد العزيز المخدوم ابن زين الدين المخدوم الصغر وابوه عدني البلد وكان رحمه الله عابدا زاهدا سافر إلى مليبار ونزّل فى كايكوت ومكث هناك أياما ثم ارتحل إلى فنان ودخل المسجد الجامع وزار قبور المخاديم واقام هناك اياما وكان شابا لم يتزوّج وكان للشيخ المولوى عبد العزيزالمخدومى أخت لها عشرون سنة فطلب الشيخ عبد ارحمن لأخيهاان يزوجه اياها فزوجها له وأقام معها ثلاث سنين ولما حملت قال لها وضعت ذكر قسمه على حسن وان وضعت أنثى قسمها فاطمة وبعد ذلك غاب وانقطع خبره ووضعت بعد شهرين وسماه بعلى حسن ونشأ الولد فى حضانة الأم وتربية الكال حتى صار علاما كبيرا وتوفى رحمه الله عام 1132 هـ
13- شيخ محي الدين كنى المخدوم الفنان
ولد الشيخ رحمه الله عام 1055 هـ بفنان وقرأ اوّلا على الشيخ عبد العزيز الثالث ثم على الشيخ عبد الرحمن المخدوم الفنان ولما فرغ من حصول العلم والطلب عين مدرسا فى الجامع الكبير وكان عالما فقيها محققا تولى منصب القضاء والمخدوم بعد وفاة الشيخ عبد العزيز المخدوم الثالث فى سنة 1130 هـ وعاش رحمه الله عيشا مبجلا بالتعليم والتدريس والقضاء والإفتاء حتى توفى فى سنة 1141 ه ودفن فى مقبرة المخاديم بفنان
14- الشيخ نور الدين المخدوم الفنانى
ولد الشيخ رحمه الله فى سنة 1065 هـ بفنان وقرأ على عبد العزيز المخدوم الثالث وغيره وكان علاما فقيها وخطيبا مصقعا وكما فرغ من الطلب عين مدرسا وله فتاوى كثيرة فى المسائل الفقهية وغيرها وكان طبيبا ماهرا وداعيا مخلصا حتى اسلم على يديه كثير من النهادك وكان معاونا على الخلافة العثمانية وفاز بتلامذة جوامذة منهم المولوى خاجا أحمد المخدوم الفنانى المتوفى سنة 160هـ والشيخ عبد السلام الله شاعرا بليغا وتوفي وحمد الله عام 1153 هـ ودفن بفنان
15- السيد عبد الرحمن على العيدورسى
هوالسيد عبد الرحمن على الحيدروسى الذى ينتمى أصله إلى أمير المؤمنين علي بن أبى طالب رضى الله عنه ولد فى خريم عام 1098 هـ ونشأ بها وقرأ القرآن والعلوم فى وطنه ثم سافر إلى مليبار ونزل بكوي الأندى وزار السيد الإمام محمد بن السيد حامد صاحب الوةظ والنصحة ولازه وقرأ عليه شيئ العلوم والفنون ولبث معه اياما وأخذ منه الطريقة القادرية ثم اربتحل إلى فنان عام 1129 هـ ودخل المسجد الجامع وزار قبور المخاديم وتزوج من أسرة المخاديم واستوطن بها
وكان الشيخ رحمه الله عالما وخطيبا ووليا صوفيا فى القادرية وقد أخذ منه الإجازة مئات وقد حل فى البلاد الميبارية بالدعوة والأعمال العلمية ولد خمسة ابناء هم السيد محمد العيدروسى والسيد علي العيدرسى والسيد عبد الله العيدروسى والسيد مصطلى العيدروسى والسيد
ابوبكر وثب العيدروسى وتوفى الشيخ رحمه الله عام 1164 هـ بعد أن عاش عيشا معظما بالدعوة الإسلامية ونشر العلوم الشرعية
16- الشيخ احمد المخدوم الفنانى
ولد الشيخ احمد المخدوم رحمه الله عام 1100 هـ بفنان وتلقى تعاليمه الإبتدائية من دامع فنان ثم قرأ على العلامة خاجا أحمد المخدوم المتوفى سنة 1160هـ وعلى الشيخ نور الدين المخدوم ولما فرغ من طلب العلم نصب مدرسا وبقي على 1لك لخمسين سنة وكان عالما كبيرا ماهرا فى الطلب والدعوة حيث أسلم على يده كثير من الهنادك ونحوهم وقد ظفر بتلامذة مرموقين منهم الشيخ على حسن المخدوم الفنانى والشيخ أحمد كنى المخدوم وتوفي الشيخ احمد المخدوم رحمه الله فى سنة 1179 هـ ودفن فى مقبرة المخاديم
17- الشيخ زين الدين المخدوم بن محمد لبا الفنانى
ولد الشيخ رحمه الله بن سنة 1180 هـ وقرأ العلوم على الشيخ على حسن المخدوم وعلى تلميذه القاصى المولوى محمد المعروف يسمى كنية القاضى وكان عالما عظيما وفقيها محققا تمهر فى الفقه والنحووالعقيدة والحقائق والسير والتصوف ولما فرغ من حصول العلم عيّن مدرسا بفنان وكان طبيبا ماهرا يشتغل بالدعوة الإسلامية حتى اسلم على يده ما تاب من لناس وقد تولى منصب المخدوم عام 1243 هـ بعد وفاة أخيه المولوى أحمد المخدوم الفنانى وكان مدرسا تحريرا حيث فاز بتلامذة مشهورين
18- القاضى محمد بن الشيخ الصوفى الفنانى
هوالمشهور بمم كنى القاضى ولد بفنان فى سنة 1160 هـ وقرأ القرآن وحفظه فى عاشر سنة وتلقى تعاليمه الإبتدائية من والده ثم على الشيخ على حسن المخدوم الفنانى حتى صار عالما فقيها أديبا شاعرا واعظا ماهرا فى العقليات والنقليات وفيرها من شيئ فنون العلم وله فتاوى كثيرة حيث كان قاضيا على اكثر من اربعين بلدا وقد ظفر بتلامذة كثيرين منهم الولي العارف القاضى عمر بن القاضى على اللنظتى والفقيه على بن أحمد الهمدانى والولى فريد ا لدين الشيخ محي الدين البربرى وغيرهم وتزود الشيخ رحمه الله فاطمة بنت القاضى عبد العزيز المسليار كنى وله منها بنتان وتزود تنته الكبرى الشيخ على حسن وعاش رحمه الله عيشا مبجلا ودفن مقبرة المخاديم بفنان
19- الشيخ على حسن المخدوم الثانى الفنانى
ولد الشيخ رحمه الله فى البيت الجديد فنان عام 1190هـ وقرأ العلوم على الشيخ عبد الرحمن المخدوم المتوفى عام 1257 هـ ثم على القاضى محمد ابن الشيخ كنى مسليار الفنانى وكما فرغ من حثول العلم والطلب صار مدرسا بفنان وكان عالما ماهرا وفقيها محققا تقلد بمنصب المخدوم بعد وفاة الشيخ عبد الرحمن المخدوم المتوفى عام 1257 وتزود رحمه الله البنت الكبرى للقاضى محمد بن الشيخ الصوفى وله منها بنتان تزوج كبراهما الشيخ باوا مسليار الكبير وتزود الثانية القاضى كنج أحمد مسليار وتوفى رحمه الله عام 1265 هـ بعد أن عاش عيشا مبجلا ودفن فى مقابير المخاديم بفنان
20- زين الدين مخدوم الصغير
هوأحمد زين الدين بن محمد الغزالى بن زين الدين المخدوم الكبير ولد بتشومبال قرب ماهى فى سنة 938 و وتلفى تعاليمه الإبتدائية كالفقه واللغة العربية والتصوف من والده الكريم محمد الغزالى وعمّه الحليل عبد العزيز وغيرهما من العلماء الكرام كالشيخ اسمعيل الكرى البدكلى
وقد تزود والده محمد الغزالى من اسرة ولياكت كراكوتى الى كانت أسرة دينية وعلمية ولذا كانت أمه ليّنة الخلق ووسنة الأعمال
نشأته وحياته
شبّ رحمه الله عالما تحريرا متقيا ورعا يقضى معظم اوقاته فى التلاوة والدعاء والمطالعة وكان جواد كثير الرماد ينفق أمواله فى مصابح الإسلام والمسلمين حتى نصب رحمه الله مدرسا فى المسجد الكبير بفنان وهوابن 330 سنين وبعد أن تلقى التعاليم الإبتدائية من وطنه ارتحل الى مكة المكرمة لأداء الحج والعمرة
ومن الجدير بالذكر أنه بعد أن وصل إلى مكة المكرمة أخذ من كثير من العلماء الكرام فمنهم
1- شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمى المتوفى سنة 974 هـ 2- شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام المتوفى سنة 976 هـ 3- وجيه الدين عبد الرحمن بن زياد 4- شيخ الإسلام عبد الرحمن الصفوى 5- الشيخ أبوالحسن الصديق البكرى المتوفى سنة 993 هـ
تصنيفاته
وقد صنف الشيخ زين الدين المخجوم الصغير كتبا مرموقة فى الفقه وغيره ومنها
1- فتح المعين بشرح قرة العين
2- ارشاد العباد
3- والجواهر فى عقوبة اهل الكبائر
4- وتحفة المجاهدين الذي صار نكتة تحوّل في كتابة تاريخ كيرلا
الفصل الرابع
أهل التصوف في مالابرم الحديثة
الشيخ أحمد كوتي مسليارالفانغي
ولادته وعهده
ولد رحمه الله ليلة الجمعة الحادية عشر من شهر شوال سنة 1305هـ/1887م ببلدة فانغ الواقعة الآن في مقاطعة ملافرم في بيت بوتان بيديكال المشهور بالعلم والدين إن أسرته تنتهي إلى صحابي جليل قدم بالإسلام إلى ولاية كيرلا مالك بن دينار في كُدُنْغَلُّورْ سنة إحدى القرى في مقاطعة ملافرم التي دفن فيها الولي العارف بالله مولى الدويلة قطب الزمان السيد علوي المنفرمي رحمه الله ـ ثم سافر الى بلدة فانغ واستوطن فيها في دار آرنكود وقد اشتهر الشيخ رحمه الله بنسبته الى هذه البلدة
وله يد طولى في تأسيس جمعية العلماء لعموم كيرلا وإنه من الزعماء الذين أدّت مشاورتهم إلى تأسيس جمعية فاخرة صارت اليوم سببا لتطور كيرلا الإسلامي، وهذا التأسيس للجمعية كانت سنة 1926 وصار نكتة تحول وخطوة بارزة في شد الأمة الإسلامية على عقائد الأسلاف المتوارثة حتى أصبحت علامة واضحة في تاريخ النهضة الدينية في ديار مليبار وكانت نتيجة لجهود بليغة من العلماء المخلصين الذين ضحوا نفسهم ونفيسهم ونذروا حياتهم لخدمات الدين والعلم
تفاعلاته
ولا حاجة إلى بيان شخصيته الغزيرة أنه كان عالما يعتمد إليه الناس في عهده وكان متخرّجا من كلية الباقيات الصالحات ونيله على شهادة “الباقوي” تحول اهتمامه الى مجال التدريس والدعوة وأخذت خدماته العلمية بعد تخريجه من مدرسة معدن العلوم الكائنة ببلدة مناركاد في عام 1915م ثم أقام مدرسا في مسقط رأسه في جامع فانغ سنوات وكانت هذه المدرسة مدرسة صارت لنا نمطا من حيث إنه شجّع العلوم كلها من العلوم المادية كالعلوم الإٍسلامية كما كان الشيخ المرحوم عارفا بلغات شتى كالأردية والفارسية والتاميلية والإنجليزية وغيرها وله أشعار فائقة وقصائد رائقة في المراثي والتهاني، وله مؤلفات كثيرة نافعة مفيدة، ثم أقام مدرسا في جامع فدانا (PADANNA) سنين ثم جال الشيخ في أنحاء مختلفة من بلاد مليبار الجولة العلمية
كان وعظه قد صار صيته في آفاق كيرلا، كان مستمدا إلى أيام كثير من حيث إنه أكبر الوعاظ في زمانه وهوالخطيب المصقع في أوانه، كان يجتمع لسماع وعظه آلاف من العلماء والعوام والأمراء، يسْمعه جميع الحاضرين بلا مكبر الصوت، وامتدت مجالس وعظه سنين طويلة، كان فيها الأثر الخالد في تربية أبناء بررة صالحة وشيوخ عاملين ولا زالوا يسقون من معينه العذب، وله القدح المعلى في إظهار هذا الأثر الشامخ وكان يرى بوعظه أثر كثير في القوم
ولما اضطر الناس أن يذهبوا إلى ويلور للتحصيل بغيبة كلية شامخة في كيرلا، إنه فكّر أن يؤسس كلية إسلامية في كيرلا نفسه، فأسست برئاسته كلية ببلدة تانور وسماها كلية إصلاح العلوم على شكل كلية الباقيات الصالحات ببلدة ويلور، وخدم فيها ناظرا وعميدا ومديرا، كان بنائها في سنة 1344ه/1923م وقد درَّس فيها سنين مع طلبة جهابذة غرباء، وهذه الكلية قد ألصقت فرعا لجامعة دار الهدى الإسلامية بتشماد
حياته الدعوية والصوفية
وأمكن له ان ينتج ويخرّج من مدرسته تلامذة جهابذة من العلماء الكبار والأدباء الأكابر والشعراء النبغاء والوعاظ الأخيار والكرماء خلال حياته الدعوية الصوفية، وكثير منهم لمعوا في الساحة الدعوية والصوفية والإجتماعية فبعض منهم الشيخ العلامة الشاعر الأديب المولوي عبد القادر مسليار الفضفري صاحب كتاب جواهر الأشعار وغيره المتوفى سنة 1363هـ والشيخ العلامة الشهير كنج أحمد مسليار الفلوري ثم الكاباتي المتوفى سنة 1378هـ والشيخ العلامة المشهور مولانا الحاج كنج علوي مسليار الألنلوري المشهور بـ”تَازَكُّودْ” المتوفى سنة 1391هـ والشيخ العلامة الفقيه المولوي كنج أحمد مسليار الإرمبالشيري المتوفى سنة 1364هـ والشيخ العالم الواعظ الشهير محمد كتي مسليار الأرفري المتوفى سنة 1380هـ والشيخ العلامة الفقيه المولوي محمد المشهور بـ”كُنْجافومسليار” التودكلي المتوفى سنة 1362هـ ومن إليهم
كان عهده عهد تفرّجت فيه الشعوب البدعية كثيرا، إنه كان يشدّد الإزار ضد الشعوب البدعية التي وردت العالم لإضلال الناس من الهدى والرشاد من النجدية والوهابية والمودودية والقاديانية
وفاته
وتوفي رحمه الله يوم الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة سنة 1365هـ/1946م واحتشد لجنازته جم غفير من العلماء الأعلام والأمراء والعوام والسادات الأشراف العظام والطلاب الغرباء من ديار مليبار،
وقد استهدفت هذه المنظمة بكلمة الإتحاد إنكار المذاهب الأربعة وخلق النفرة والكراهية في قلوب المؤمنين للأئمة المجتهدين الأربع كما ادعوا أن الأمة الإسلامية أصبحت فرائس التشتت والتفرقة بسبب الإختلافات الفقهية القائمة في المذاهب كما زعموا ضرورة رجوع العلماء الى الإجتهادات الفقهية واستنباط الأحكام في ضوء الآيات القرآنية والأحاديث النبوية واتهموا علماء الأمة الإسلامية في العالم بالجمود والتعكف على أقوال السابقين وعدم قيامهم بتكريس النشاطات الحديثة في المجتمع كما أوصوا بتمسك القرآن والسنة فقط وعدم المبالاة لأقوال العلماء القدامى
قد قلنا وإن كان الرئيس الأول لجمعية العلماء لعموم كيرلا وركل مل كوي تنغل إنه كان فانغل أستاد رحمه الله العقل المدبر الذي عمل وراء فكرة تأسيس جمعية لأهل السنة والجماعة إثر إنعقاد (مجموعة كيرالا المتحدة ) سنة 1922 على أيدي التيارات المنحرفة وقدراته العلمية ومهاراته الخطابية وثقافته الإجتماعية ساعدته في جمع العلماء والدعاة تحت سقف للمفاوضة حول تأسيس حركة دينية قيمة للدفع عن عقائد أهل السنة والجماعة
وقام المشاركون بترشيحه الى رئاسة الجمعية في أول إجتماع انعقد لتأسيس هذه الجمعية في “صالة المدينة” بكاليكوت ولكن الشيخ رحمه الله اعتذر من قبول هذا المنصب لإخلاصه البالغ وتواضعه الجميل وإحترامه الكامل للسادات الأشراف حيث تخلى عنه وفوضه الى الشيخ السيد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علوي مولا كويا الكاليكوتي رحمه الله
العلاقة بينه وبين سمستا
وانعقد مؤتمرها السنوي الأول سنة 1927 في منطقة تانور تحت رئاسة الشيخ العالم العلامة مولانا ضياء الدين حضرة بعد تأسيس جمعية العلماء بعموم كيرالا سنة 1926على أيدي العلماء المخلصين كما انعقد مؤتمرها السنوي الثاني في منطقة مولور في مقاطعة بالاكاد في شهر دسمبر سنة 1927 وكان ذلك تحت رئاسة الشيخ الفانغي رحمه الله
ويكتب السيد كي أم محمد كويا صاحب (الأمين العام الأسبق لإتحاد الشبان السنيين بعموم كيرالا) في مجلة المؤتمر السنوي الستين لجمعية العلماء عن الشيخ أحمد كوتي مسليار الفانغي رحمه الله مادحا: ”ورغم أن تأسست مجموعة كيرالا المتحدة على أيدي بعض المنحرفين عقديا إلا أن نشاطاتها كادت تتقلص معنويتها وتنهار شعبيتها لدى المجتمع الإسلامي حينا بعد حين بعد نهوض علماء السنة بتأسيس جمعية على مستوى ولاية كيرالا للدفاع عن العقائد الموروثة السائدة في البلاد، وبعد فترة غير قليلة استمرت فيها الحالة السيئة لهذا التنظيم وجزرها من ميدان العمل قام عدد من المنبهرين بعقائد هذه الفرقة بدعوة المدعو يوسف عز الدين كاروناغابالي الى كاليكوت لإلقاء الخطب حول عقائدهم الضالة وبعد قيامه بمسلسل من الخطب في كاليكوت أصبحت الأوضاع ملتهبة من جديد وكانت كلماته حافلة باستهتار علماء السنة والإستهزاء بعقائدهم فانهض الشيخ رحمه الله لمواجهته بالكلمات ولمجابهته باليراع حتى تابعه في كل موقع من المواقع التي يلوثها بمعتقداته السامة وأوهامه الرذيلة ليطهره من الأدناس ولينظفه من الكدارة”
وكان ظهورالشيخ رحمه الله نائبا لرئيس لجمعية العلماء في الدفاع على المعتقدات الخاطئة والشبهات الباطلة الضالة من قبل رموز مجموعة كيرالا المتحدة وأركانها كانت ضربة على أفئدتهم وخسارة لهم في ترويج أهدافها بين يدي الشعوب الإسلامية في كيرالا وتلمسوا عجزهم مع الشيخ المرحوم في مواجهة الكلمات بالكلمات وكبح المناظرات بالمناظرات حتى أقبلوا عليه بالمكائد لإرغامه من مهامه ولإخلائه من ساحة الكفاح
إنه تحمّل مشقات كثيرة ومضرات غزيرة في حياته لنشر الثقافة الإسلامية وتحمل الشيخ المرحوم صعوبات عديدة في مسيرة حياته الدعوية لأجل ترسيخ دعامة جمعية العلماء في أرض مليبار ولتمكين شعبيته في قلوب المؤمنين حتى لا تتعرض مبادئ الإسلام المستقيمة لتشويش الأعداء ولئلا تثار فيها الشبهات لدى الأمة الإسلامية حتى اعتقلته الشرطة برئاسة نائب محافظ مقاطعة كاليكوت الشيخ رحمه الله بمنطقة تيرورنغادي ولم يلبث صار الخبر منتشرا في القرى والمدن كما ينتشر النار في الغابة واجمتعت آلاف الناس أمام مركز الشرطة لأن يعرفوا السبب لاعتقال زعيمهم الكبير
فاضطر نائب المحافظ لإخبارهم عن الواقع وكان كالتالي : ‘بلغنا عريضة جماعية موقعة من بعض سكان هذه المنطقة يطالبون فيها نفي المدعو/ أحمد كوتي مسليار الفانغي من هذه المقاطعة الى مقاطعة أخرى حيث إنه يقوم بتحريض المسلمين على ثورة ملابار وإثارة الفتنة بين المسلمين والهندوسيين كما أنه قام بتأسيس جمعية لهذا الهدف وأن نشاطاته في هذه المقاطعة ستتسبب لإشتعال حرب داخلي بين المسلمين والهندوسيين وقمنا بإعتقاله حسب بيانات هذه العريضة وللتأكد عن حقيقة هذا الخبر وللإستفسار لمن وقعوا في هذه العريضة عن مطالبهم “
فاستدعت الشرطة الموقعين في هذه الواقعة للتحقق عن البلاغ وكانوا عددا من أعلام المسلمين وأغنياءهم في قرية تيرونغادي وأخبروا الشرطة بأنهم قاموا بالتوقيع على أساس أنهم طلبوا لتنشيد جسر لمشي الزوار إلى قطب الزمان السيد علوي المنفرمي قدس الله سرّه العزيز وما كان لهم إلمام بأنها كانت عريضة تطالب اتخاذ إجراءات ضد الشيخ أحمد كوتي مسليار الذي يعتبرونه زعيما لهم في الأمور الدينية كما أعلنوا بأنهم على كامل الاستعداد حتى لتضحية أرواحهم لأجل إظهار زعيمهم من السجن فتعجبت الشرطة مثل الناس بسماع إخبارهم عن الواقعة فاعتذر نائب المحافظ من الشيخ المرحوم والجمع الذين احتشدوا أمامه
الشيخ قطبي محمد مسليار
ولد الشيخ قطبي محمد مسليار سنة 1299 هـ لأحمد تشروشاليل بأآر نكار من كودووايور، تشبيالم، ومنزله قريب من مسجد تشبيالم وتعلّم الدراسات البدائية من المدرسة المحلية ثم ذهب إلى درس تلاكدتور من ترور وكان أستاذه ماهرا مشهورا هو أبوكر مسليار أبو الشيخ صدقة الله مسليار، ثم ذهب إلى ترورنغادي للتعلم تحت الحاج تشاللكت كنج أحمد في درس مسجد ترمّل، ورجع مع أستاذه من ترورنغادي إلى "ماهي"
وإن الشيخ القطبي سمّـــه أستاذه قطبي لأنه كان ماهرا في كتاب المنطق المسمّى بالقطبي وكان له ذوق خاص في فن المنطق كما كان له ذوق في كثير العلوم والفنون وكانت قضية القبلة التي تزلزلت به ولاية كيرلا في عهد الحاج تشاللكت كنج أحمد في حين كونه ببليكل، وكانت جلّ علماء العصر وذوات البلد في كيرلا في جانب الحاج تشاللكت كنج أحمد، وذهب من مكانه الحالي إلى المكان الآخر بهذه القضية، فلماّ دعى الأساتذة الكبار مثل خان بهادور كويبتودي محمد كوتي مسليار والشيخ أحمد كوتي مسليارتشروشيري صمّم أن يحوّل مركزه إلى كلّية تنمية العلوم العربية، وأخذ أن يعلّم في هذه الكلّية وأمكن له أن يبني سلسلة من الطلاب من هنا، وهذه الكلية مشهورة الآن باسم دار العلوم، وكان كويبتدي محمد كوتي مسليار مدير هذه الكلية، وأحمد مسليار تشروشيري عميدا لها،
وكان الشيخ قطبي يتعلّم في دار العلوم وازكاد ثلاث سنوات، وبعد تعلّمه للتحصيل أخذ الإجازة للتدريس والتعليم فأتت الدعوة من بانور سنة 1331، وشرع تدريسه من هنا واستمر هذا التدريس إلى خمسة عشر سنوات الثمينة ثم قام بعميد كلية دار العلوم العربية، وكان هذا سنة 1345
أعماله
وكان خدم خدماته العلمية بتانور وبعد هذا تمركز عينه في منطقة الشؤون القومية وكان يشتاق تطوّر القوم الإسلامي حتى عمل في النشاطات الإجتماعية سنوات كثيرا وبهذه التفاعلات البناءة القومية صار صاحب التأثير خلال القوم، وكان الشيخ قطبي محمد مسليار يعمل ليل نهار لتأسيس المؤسسات العلمية والمباني الإسلامية ويهتمّ اهتماما بارزا حول القضيات التي تقع بين الناس ويعينهم على جبر المشكلات والقضيات الواقعة حولهم
وكان الشيخ قطبي محمد من أئمته الهامة لجمعية علماء كيرلا في عهده البدائي، وكان أيضا ماهرا حاذقا في الفقه الإسلامي، وهو أفتى لكثير من القضايا الجدد التي كانت وقعت فيه المناقشات والمخالفات الغزيرة بين العلماء العباقرة في كيرلا،
وأولى الخصوصية التي ألاحظ في الشيخ قطبي محمد مسليار، أنه بنى في عهد تعليمه سلسلة من التلامذة البار الشهيرة التي صارت هذه التلامذة نكتة تحوّل في وجه كيرلا الإسلامية، وإني ألقى بعض الأسماء من هذه التلامذة: كلنتن مسليار نادابرم، ميران كوتي مسليار واوور، مولانا كنيت أحمد مسليار، بيران كوتي مسليار كيباتا، وصدقة الله مسليار وندور، وبوكر مسليار كدوت، ومحي الدين مسليار ميبلاشيري، وعبد القادر مسليار كولولي، ومركار مسليار مركار، كنج عبدالله مسليار كنينغادي، كريتبرمب موين كوتي مسليار ومن إليهم
وكان له تعلق عميق بالتصوف ويواظب على الأوراد المخصوصة كل يوم وله مريدون كثيرون في مجال التصوف الإسلامي
وانتقل إلى رحمة الله سنة 1385 من منزله بتشوكلي صباح يوم الجمعة، ويستريح في مقبرة المسجد الذي بنى بنفقته الخاصة، وكتب فيه مرثية كثيرة
رئيس المحققين كنّيت أحمد مسليار
هو أحمد ولد إبنا لكنيت أوران كوتي ملاّ (مركاتبرمبل) وخديجة أنّي سنة 1900 ينانير 17 بتوتكاد من منجيري، فإذا تفصّحنا جذور كنيت أحمد مسليار نتفهم أن جدّه كان أتى المليبار من مملكة السعودية العربية وكان أيضا ابن لأخ مالك بن دينار الذي لعب دورا هاما في ترويج دين الله القويم في الأمة الكيرالوية
وكان أبوه قد وافاه أجله المحتوم في نعومة أظفاره، وأخوه الكبيرأني محي الدين حمـاه وحفظه بعد انتقال أبيهما إلى رحمة الله العلي الجبار، وأخوه الكبير هو رئيس القارئين عبدالرحمن مسليار وميران شاه الحميد وليّ كان أخوه الصغير، وكان حذافير إخوانه عرضا للأمة الإسلامية وعظمة لها، ولما مات أني محي الدين قد ثقل على القارئ عبدالرحمن عبأ الأسرة وشقّ عليه وأخيه التعلم الديني حتى غادرا بلدهم إلي كلّية دارالعلوم رغم حاله العنيف فتبعتهما أمهما وأختهما سنة 1912، وكانت له أيام شدة الفقر والفاقة ويحضر وقتئذ الصف لابسا الإزار والقلنسوة وليس عنده شيئ سواه للبس
وكان حاذقا في الفلسفة الإسلامية والنحو وعلوم التزكية والصرف والتجويد والمناظرة، وكان مركزا للأناس الذين يأتونه بالقضايا الدينية، وصارت فتاوى كنيت أحمد مسليار نكتة تحوّل في التاريخ الإسلامي في مالابرم، ويفتي لكثير من المسائل التي يخاف العلماء حتى العباقرة أن يصمم تصميما نهائيا فيها
وألّف كثيرا من الكتب ومن كتبه المتميّزة الرشيقة "تصحيح المطالب الصحية" و"ردّ الوهابية" ويعتمد على هذين الكتابين العلماء العصري لكثير من المسائل الإسلامية والمناظرة التي تتعلّق بالإسلام،
كان يخاف أن يقع في حياته كراهة فضلا عن الحرام، ويأمربالمعروف وينهى عن المنكر، وإذا رأى منكرا من أحد لا يستحيي أن يصحّحه وينهى عنه، ومن قريحته الممتازة: الصدق والإحتياط والفطانة وحسن الخلق والتواضع ولا يبالي بالمال والتمكينات المادية التي توجد في إطاره
كان قائدا من القوّاد القديمة لجمعية العلماء لعموم كيرلا منذ بدايته وجلس في منصب رئاسته منذ 1967 إلى 1993 أي حتى وداعه إلى جانب الله الرحيم وشهدت التواريخ على أن أدعيته كانت بحذافيرها مستجابة ولا يزال يجيب الله سبحانه وجل شأنه لدعائه إلى يوم القيمة إن شاء الله
وإنّي سمعت أمّي الحنينة وخالتي الحبيبة "أنه كان كنيت أحمد مسليار أتى إلى بلدتنا منلبلاكل أيّام الحرارة والفاقة الغزيرة الشديدة التي بها ضرّت الأهالي والبهائم بعدم المطر حتى دعى ذوات البلد كنيت أحمد مسليار فأتى ودعى الله سبحانه وتعالى للمطر والماء ويزيل الفاقة والحر الشديد فلما انصرف من دعائه أمطرت السماء مطرا شديدا حتى كفى به الناس ماء وتعجب الناس بدعاءه تعجبا"
وخدم للدين في مجال التعليم نصف قرون في مختلف المناطق في كيرلا وفي متنوع المساجد التي تعقد في الدرس وبعد هذه الخدمات اشتكى به بعض الشكوى وتعب به البدن حتى استراح في بيته خمسة عشر سنوات، وخدم أستاذا في دار العلوم وازكاد سنوات 1933، 1950، 1970، وفي جامعة النورية بباتكاد سنة 1967
وتزوج عائشة بنت أحمد مسليار بآيم كودي، ولم يولد فيه وتزوج عائشة بنت علي كوتي مسليار قاضي وازكاد مرة ثانية، وولد فيه أربعة أولاد، ثنتان منها فاطمة وخديجة واثنين منهما محمد (كنجون مسليار) وعبد الله كوتي
وكانت تلامذته قادت الأمة بعد وفاته وبعضهم صاحب الأستاذ في السيادة والقيادة وقت حياته نفسها مثل شمس العلماء أبوبكر مسليار، وأبوبكر مسليار مليما، تشريت مسليار أريكلاتل، وكوتيامو مسليار، والسيد عبد الرحمن كنج كوي تنغل، وعبدالله مسليار، وعبدالله مسليار أتكل، محمد مسليار كاليكاو، وأبو صالح محمد مولوي ولبّى لنداء الله سبحانه وتعالى سنة 1933 ستمبر19، مغرقا الأمة في بحر الحزن والدمع، ومقبرته قرب دارالعلوم وازكاد
الشيخ أحمد كويا الشالياتي رحمه الله
صاحب القرارات الحاسمة في تاريخ مالابرم الإسلامي
وكان الشيخ الإمام شهاب الدين أحمد كويا الشالياتي رحمه الله من أحد أشهر زعماء جمعية العلماء الذين شيدوا أركانها وأسّسوا قواعدها وسياساتها الصلبة في اول عهوده في فترة كانت الجمعية فيها في أمس الحاجة إلى أمثاله لتواصل حركاتها في مجتمع ظهر فيه أعدائها بمعارضة عارمة لأهل السنة والجماعة في بلاد ميليبار بإستغلال نفوذهم السياسي لدى السلطات الحاكمة، ولولا جهود أولئك العلماء المخلصين وشخصياتهم النيرة وشعبيتهم العميقة لدى المجتمع الإسلامي وكان هو ناشطا للجمعية من حياته الأولى إلى نفسه الأخير وأنه انتخب عضوا في مشاورة الجمعية القديمة التي ليس فيه إلا عالم بارز له قبول عند الناس في الدين وكان له منصب رئاسة للمؤتمر السادس الذي انعقد في فاروق سنة 1933م التي كبحت تقدم البدع والخرافات الى ديار مليبار،
ولادته
ولد الشيخ رحمه الله في قرية شاليام قرب كاليكوت بتاريخ 22 جمادى الأخرى سنة 1302 هـ وكان والده علامة في الفقه الإسلامي الشيخ إمام الدين على بن الشيخ الفاضل الفقية محي الدين الشالياتي رحمهم الله،وبدأت تعليماته البدائية من أبيه نفسه كما كان كثيرا من العلماء تعلّموا وقرؤوا كثيرا من الكتب الإسلامية من والديهم العالمين ثم تتلمذ على يد الفاضل العلامة على بن محي الدين بن على الملا النليكوتي رحمه الله والشيخ العلامة مولانا كنجي أحمد الشاللكتي الترونغادي رحمه الله والشيخ شمس العلماء المفتي محمود المدراسي رحمه الله فصار ماهرا حاذقا في شتّى الفنون المتميّزة في عمره الصغير نفسه الذي لا يجاوز 21 سنة
فذهب إلى كلّية اللطيفية بويلور للتحصيل بعد تعلّمه من والده وأساتذته الأخرى فتتلمذ من الشيخ العلامة الشهير السيد محي الدين عبد اللطيف الويلوري المتوفى سنة 1338هـ وتعلم من الشيخ العلامة الكبير محمد حسين الويلوري
ومن ميزته العظيمة، أنه لما قدم إلى كلية الطيفية للتحصيل اتخذته الإدارة أستاذا ومعلّما نائبا نائبا معينا للأساتذة الكبار ثم لما تخرج منها صار صدر المدرسين في مدرسة رياض الجنان ببلدة “بيتا” من البلاد الجنوبية وخدم هناك سنوات كثيرة ثم طُلب منه التدريس في حياة شيوخه ثم فوضت إليه الصدارة فيها سنوات، ثم اشتاق أن يرجع إلى الوطن الذي ولد فيه ولما وصل في بلدته طلب أهل بَتْكَّلْ (Batkkal) للتدريس بواسطة الشيخ العلامة قاضي القضاة المفتي عبيد اللهبن العلامة القاضي صبغة الله بن محمد غوث الشافعي المدراسي، وخدم هناك فتور كثيرة
ثم عاد إلى الوطن، ثم أقام مدرسا في المسجد الوَسْطِي في ترورنغادي، نائبا عن أستاذه الذي ارتحل إلى الحرمين الشريفين، إلى أن يرجع بعد أداء الحج والزيارة، وأقام فيه عشرة أشهر في سنة 1330هـ ثم أقام مدرسا في جامع كُدِيَتُّورْ ثم أقام مدرسا في جامع وطنه، ثم بنى مسجدا جديدا في قرب داره في سنة 1365هـ
وكان يحب الكتب كثيرا ولذا أقام مكتبة كبيرة في المسجد الذي بناه، وجمع فيها من الكتب والمنابع العلمية ما لم يمكن لأحد من أهل مليبار أن يجمعه في ذلك الوقت، وهي في دواليب كبيرة ولما اشتكىه شكوى السكر لزم الشيخ رحمه الله البيت ولا غرو من هذه الأخبار أنه ألّف كثيرا من الكتب المفيدة التي لا يزال القوم يقومون بمطالعتها ووصله الله ثوابها كلها غير ناقصة إلى حياته البرزخية فبعض الكتب الشهيرة منها:
(1) النباءة اليقينية في شرح الرسالة الماردينية
(2) حاشية جليلة على كتاب إرشاد اليافعي
(3)كشف الصادر نظم عوامل الشيخ عبد القاهر الجرجاني
(4) حاشية على قصيدة البدرية الهمزية
(5) ثلاث قصائد في التوسل بأهل بدر وشهداء أحد
(6) تخميس مناجاة الإمام سيدنا على بن أبي طالب
(7) تخميس شعر “كفاك ربك”
(8) تخميس قصيدة “لذ بالإله”
(9) حواش على شرح جلال الدين المحلي على منهاج الطالبين
(10) تقارير على فتح المعين
(11) وتقارير على شرح المعبري على ألفية ابن مالك
(12) شرح على مطالع الأنظار
(13) الفتاوى الأزهرية وهي مجموعة فتاويه في مختلف المسائل الفقهية والأحكام الشرعية في خمسمائة صفحة، وقد طبع في مليبار
(14) الفتاوى الدينية بتنكب الحفلة الأيكية (في الرد على الوهابية)
(15) القصيدة الأزهرية في حكم الطلاق بالكلمات المليبارية
(16) الموعد في مولد مورد الأزهر في مناقب النبي الأطهر
(17) كواكب المجد الملكوتي في مناقب الشيخ شمس الدين محمد الكاليكوتي
وكان له دخل عظيم في كل الفنون وأنواع العلوم، من الفقه والحديث والتفسير والتاريخ والنحووالصرف والتصوف والمنطق والميقات والهيئة والكلام والفلسفة والمناظرة والهندسة والطب والأدب والشعر والبيان والمعاني والبديع والأصول والفروع والمنقول والمعقول والطلسمات والأسماء والحروف والأوفاق والعروض والقوافي
ونمت من تعليماته وخدماته العلمية كثير من تلامذة جهابذة من العلماء الأعيان في ديار مليبار وفي ديار تامل نادو وغيرها، وكان مشهورا في الإفتاء في المذاهب الأربعة خاصا للسلطان البهادر ملك الإسلام والمسلمين مولانا الشيخ عثمان على خان النظامي الحيدرآبادي،وكان مفتياعنده سنة 1346هـ وكان أيضا عارفا بلغات شتى كالأردية والفارسية والتاميلية والسانسكرتية وغيرها كالشيخ الأستاذ فانغل محمد كوتي مسليار، كان لا نظير له في زمانه ولا مثال له في أوانه، وهوفريد الدهر ووحيد العصر وأعجوبة الزمان، وقد تولى الرئاسة في محافل عديدة للجمعية في كيرالا غيرها وكان طبيبا ماهرا بأدوية المفردات النافعة المفيدة
تاريخه الأسروي
بعد وفاة زوجته الأولى تزوج فاطمة بنت عمه الشيخ العالم الفاضل المولوي عبد الله كتي مسليار الشالياتي المرحوم، وله فيها ابنان؛ محمود وعبد القادر، ثم ماتت هذه الزوجة المذكورة ثم تزوج مريم بنت الشيخ كنج أحمد مسليار النادافرمي المتوفى سنة 1347ه وليس له عقب منها
وتوفي رحمه الله سنة 1374هـ/1955م ضحوة يوم الأحد السابع والعشرين من شهر محرم، ودفن في فناء مسجده الذي بناه بشاليم، فجزاه الله عن الإسلام خيرا، ونور الله مرقده وبرد مضجعه وجمعنا معه في جنات النعيم بجاه سيد الكونين
الشيخ شهاب الدين زين الدين رمضان الشالياتي
هوالشيخ القاضي شهاب الدين أحمد بن الشيخ الإمام أبوبكر فخر الدين بن الشخ الإمام زين الدين رمضان الشالياتي، ثم الكاليكوتي ولد بمدينة كاليكوت، في أسرة قضاة كاليكوت، في سنة 879هـ/1474م، ونشأ بها وقرأ القرآن والتجويد، ثم قرأ على والده الكريم جميع العلوم والفنون، من الفقه والتفسير والحديث والتصوف والعقائد والقراءة والصرف والنحومن علوم النقل والعقل
كان صوفيا ناشطا مشهورا في كيرلا عاما وفي مالابرم خاصا، سافر إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء لحج والعمرة والزيارة، وسكن في المسجد الحرام ثلاث سنوات لتحصيل العلم المزيد من أساتذته اللذين كانوا يعقدون الدرس في المسجد الحرام وغيره من الأمكنة، حتى قرأ بعض الكتب من علماء الحرمين الشريفين، واستفاد منهم ما أمكنه من علومهم فعاد إلى الوطن، ثم ولّي قاضيا ومعلّما في جامع “مِثْقال” الذي هو المشهور بمثقال فلّي، ببلدة كاليكوت سنين، وانتقل قاضيا ومدرسا إلى جامع “كُتِّشِرا” ببلدة كاليكوت بعد وفاة والده الكريم
وكان في الصف الأول في ثورة الجهاد ضد البرتغاليين المستعمرين، حرض المسلمين على جهاد البرتغاليين، وكان له مكانة عالية ومنـزلة رفيعة في قلوب الناس؛ العامة والخاصة، يكرمه المسلمون والكفار، وهم يهابونه هيبة عظيمة، وكانت له كرامات كثيرة ومناقب غفيرة، بعضها مكتوبة في الكتب
وله تلاميذ كبار من العلماء العظام الصوفيين، منهم:
(1) الشيخ الإمام العلامة المرحوم عبد العزيز بن زين الدين المخدوم الفناني المتوفى سنة 994ه،
(2) والشيخ الإمام العلامة الشهير الشيخ عثمان بن الشيخ جمال الدين المعبري الفناني المتوفى سنة 991هـ/1583م
(3) وابنه الشيخ العلامة القاضي الشهير عبد العزيز الكاليكوتي، المتوفى سنة 1010هـ/1601م
(4) والشيخ العلامة الإمام إسماعيل البادقلي، وغيرهم وتوفي رحمه الله سنة 960هـ/1552م، ودفن في مدفن القضاة في جامع “كُتِّشِرا” بكاليكوت
(5) مولانا بدر الدين المعبري الشافعي
(6) الشيخ شهاب الدين الكازروني
برونّا محي الدين كوتي مسليار
ولد سنة 1898 بتانور لكمّدلي مركاركت وكوتي عائشة أمّى، بعد تعاليمه البدائية تعلّم في درس برونّا وبعده ذهب إلى درس الحاج تشاللكت كنج أحمد وكوتاي باوا مسليار، ثم غادر بلده إلى كلية اللطيفية بولّور للتكميل تعلّمه الديني، وقضى فيها سنة وأمضى ثلاث سنوات في كلية الباقيات الصالحات بولّور نفسها ونال منها شهادة الباقوي، وشكّلت في كلية الباقيات نقابة الملياميين برئاسته
وبدأ مدرسة في مسجد برونّا بعد تحصيله السند وبني هنا مبنى ذا الطبقتين قريب المسجد لتمكين الطلاب والأساتذة، وسمّـها المدرسة النورية وكان هذا التقدم سنة 1928، وأسّس فيه مكتبا، ودرّس هنا بروناّ سنتين وهذه المدرسة يستمر فيه ا لدرس والتدريس في الحال أيضا،
درّس بروناّ محي الدين كوتي مسليار ببلكل، وكنور، برنغتور، برنبت وما إليها ومن تلامذته المشهورة: الشيخ كك ابوبكر حضرت، وبابو مسليار تشابننغادي، أحمد كوتي مسليار كاكوو، تشملشيري إبراهيم مسليار، عبد الله مسليار ك ك
ظهوره في الأعمال الصوفية
وكان رئيسا لهيئة التعليم تابعا لجمعية العلماء لعموم كيرلا منذ بدايته، والأمين العام لجمعية العلماء لعموم كيرلا وكان يركّز نظره أن يصلب الناس ويصمدهم على طريق أهل السنة والجماعة، ورجع كثير من الناس إلى منهج أهل السنة والجماعة السديدة من الوهابية والمودودية بخطبته المشتملة على الأدلة على المسائل المتخالفة وكانت خطبته جذابة رشيقة ميمونة حيث يوجب للدعاوي الباطلة للوهابية والمودودية وكانت ملكته في هذا المجال ممتازة متشتّتة كما قال به علماء جمعية العلماء لعموم كيرلا
وكان ظهوره في العامة عبر نشاطاته المحمودة في حفلة كاريوتّم، وانتخب أمينا عاما لجمعية العلماء لعموم كيرلا في الحفلة التي عقدت بـودكرا سنة 1951 مارس24 ولما اشتكى به شكوى خلي من مناصبه التي كان منصوبا بها نحو الأمين العام لجمعية العلماء، والرئيس لهيئة التعليم، ومحرّر "البيان" ومدير كلية إصلاح العلوم، وجعل في منصب الأمين العام شمس العلماء أبوبكر مسليار، ومدير إصلاح العلوم الشيخ محمد مسليار كوتناد، رئاسة هيئة التعليم إبراهيم مسليار أينكاد
وإنه اجتهد جهدا كبيرا لتأسيس المدارس الإسلامية في جوانب البلاد وأبدى مهارته في الكتابة كما كان يبدي مهارته في الخطبة، وكان يتداول اللغات الأجنبية بسهولة مثل اللغة العربية واللغة الإنجليزية والأردوية والفارسية، وكان له اثنا عشر أولادا من ستة بنات أبناء مثلها، ومقبرته في مقبرة مسجد برونّا
عبد العلي كومو مسليار
كان عبد العلي كومو مسليار عالما نحريرا مشهورا في كيرلا، ولد سنة 1889 لموسى مسليار مرنغيكل وفاطمة كوتي، مضى سنوات في بلدته للدراسات الإبتدائية، وغادرإلى باقيات الصالحات بولّور للتخريج وخدم بعده أربعة وعشرين سنوات مدرّسا في فنيتل مسجد، فرفننغادي وهناك كثير من العلماء الكبار الشهيرة تتلمّذوا من هذا الشيخ العالم المتواضعٍ
تتلمّذ منه شمس العلماء أبوبكر مسليار، بابو مسليار كوتوملا، محمد مسليار كوتناد، بابو مسليار كوتلنغادي وكان من القوّاد المقدمين لجمعية علماء كيرلا، كانت زوجته خديجة كوتي بنت أبوبكر، كانت سنّها وقت الزواج اثنا عشر، وكان عنده مكتب خاص الذي وجد فيها كتب غريبة، وحج سنة 1928، وبنى مسجدا بعد أن استقرّ بكالمبادي، ومقبره في هذا المسجد، وسمّي هذا المسجد مسجد الشيخ كومو مسليار وتوفّي سنة 1944
تشابننغادى بابو مسليار
ولد بتشابننغادى سنة 1334 هـ شهر رمضان 14 لحسن مسليار ايريادن و وكلم تودى بيّى وكان ابوه عالما قد طار صيته فى الآفاق وكان ايضا خطيبا مصقع وحذق فى الفنون الدينية مثل الفقه الاسلامى والعقيدة وغيرها مما يهتم بها الأمة الاسلامية وكان الناس يعتمدون اليه للوعظ والخطبة وتلمذ من الشيخ عبد الرحمان التانورى وايضا كان شهيرا بالطريقة النقشبندية
وصار ولده بابو مسليار مثل ابيه فى سائر مراحل الحياة وكانت أمه ايضا تقية ورعة تواظب صلاة التهجد ويديم الصيام المندوبة والعبادات التي تتقرب بها إلى الله الرحيم ولم يحظ شيخنا بابو مسليار تشابننغادي بتربية والده الحنون في نعومة أظفاره، وكان توفّي قبل ثورة مافيلا ببضع شهور، وحينئذ كان صاحب ست سنين، وعلّمت أمه ابنه القرءان والتعليمات الإبتدائية من البيت نفسه
ثم ذهب إلى درس أوتوكنغل لتعليم الدين، وكان أستاذه فيه الشيخ محي الدين مسليار، وبعده خدم في مساجد بالجرماد، منباد، نادابرم، مناركاد، تشابننغادي، كرينغبارا، وحصّّل العلم من عند الأساتذة الكبار من نحو محمد حسن مسليار، ممّونج مسليار، كنج علوي مسليار، برونّا محي الدين كوتي مسليار وما إليهم وكانت عادته أن يتعلّم من الأساتذة الكبار العباقرة في كلّ موضوع، أي يتعلّم في الفقه من الفقيه الماهر المتوفّر وكان يرجو أن يذهب إلى كلية باقيات الصالحات للتعليم ولكن من سوء حظه أن أصاب بمرض الذي منعه من وروده إلى كلية الباقيات الصالحات
وأخذ الإجازة الروحية من الشيخ المرحوم بتيابلا عبد الرحمن مسليار، وكان شيخ شيخه الشيخ حسب الله رضي الله عنه الوليّ المشهور من مكة المباركة، وإنه خدم في بعض المدرسات المحلية للتعلّق عظماء الصوفية الكرام مثل الشيخ السيد بردان رحمه الله، وزار كثيرا من المزارات والمقبرات المشرفة المجلّلة وكان يسافرأكثر إلى المزارات ماشيا، وإنه كان شيخا للطرق الكثيرة مثل الطريقة القادرية والنقشبندية والشاذلية والرفاعية والجشتية وباعلوية والخضرية
وتوفّي رحمه الله سنة 1398 هـ (1978) ذو الحجة 26(نوفمبر27)، ودفن في مقبرة مسجد فرنغي موجيكل
الشيخ محمد مسليار كوتناد
كان عالما مشهورا ومفسّرا نحريرا في كيرلا ويعتمد أكثر أهل كيرلا على تفسير المسمى بتفسير فتح الرحمن، وانتخب إلى هيئة المشاورة لجمعية العلماء لعموم كيرلا في شاغرة الشيخ شهاب أبو سعادة أحمد كوي الشالياتي حين توفّي، وكان خادم بنّاء لجمعية العلماء لعموم كيرلا قبل انتخابه إلى هيئة المشاورة وكونه عضوا فيها لأنه كان خطيبا خاصا في حفلة جمعية العلماء التي عقدت بمناسبة تكميل الجمعية عشرين سنوات، وتقدّم فيها خطبة قيّمة رشيقة حول الموضوع المخطورة "السنة والبدعة"، وانتخب أمينا عاما بالنيابة لجمعية العلماء لعموم كيرلاسنة 1956، وعهده عهد رئاسة الشيخ عبد الباري مسليار والأمين العام فيه برونّا مسليار
وكان له يد طولى في تطور الجامعة النورية، وقام بمنصب الأمين العام للجامعة النورية منذ 1981، وكانت له مناصب كثيرة في المجال الإسلامي، ولما مات كك حضرت انتخب رئيسا لفرع جمعية العلماء بملابرم
وكان العلماء يقولون أن له حذاقة متفرقة في اللغة المليالمية التي اكتسب بجهد التامّ بنفسه حيث كانت كتابته ومؤلفاته وتصنيفاته كلها بجمعاء لها مكانة خاصة عند الخواص كما كانت عند العوام أيضا، ولما عقدت الحفلة بكاليكوت بمناسبة تنوير تأويل "محي الدين مالا" خطب فيها محمد مسليار وتعجّب باقي العلماء في اللغة المليالمية والمحاضرون في الجامعات الماديّة واللغويّة أقصى التعجب بتقديمه الرشيق الميمون ولهجته وأسلوبه المتميّز وكانت الخطب التي وقعت في الحفلة بعد خطبته كلها تابعا لخطبته،
مع أنه لم ينل العلوم المادّية كثير في نعومة أظفاره حصّل العلوم المادّية من نحو اللغات وغيرها مما يميّزها من غيره من العلماء بحذافيها باجتهاده وتشمّره الخاص وتمركزه الهام في تحصيل العلوم، وكان يقول أنه يخطب ويكتب في اللغة الفصيحة السلسة لأجل اهل البدعة لأنهم كانوا يستخدمون اللغة الفصيحة خاصة حينما يقفون أمام العوام والشبّان ويجاذبون الفتوّة والشباب والعوام بألسنتهم الذائقة الحلوّة، لذا يتداول اللغة الفصيحة فقط في الخطب والكتابة وأنه لقّب "بسيّد منصّة الأدب في أهل السنة"
وكان مجلة "البرهان" تصدر تحت رعايته الخاصة كما كان محررا رئيسيا لمجلة المعلّم، وكان صاحب التأليفات الكثيرة في اللغة المليالمية واللغة المشتركة بين اللغة العربية والمليالمية،
ولد سنة 1915 لأحمد وآمنة، وخدم في كثير من المساجد نحو بربننغادي، وولابوزا، بلكرا، وينغرا، أريكلم، بننغاتورومن أساتذته المشهورة: الشيخ محمد مسليار نجالل، عبد العلي كومو مسليار، بابو مسليار كوتلنغادي، كويكوتي مسليار أريكلم- وينغرا وتوفّيت هذه الشخصية الكبيرة سنة 2000 ابريل 16، ودفن في مقبرة مسجد بإدبال، تغمدنا الله برحمته الواسعة العظيمة
الشيخ بتيابلا عبدالرحمن مسليار
إنه ولد ببانايكلم من إقليم أرناكلم، كان مفتيا له درجة خاصة عند العلماء في كيرلا وقتئذ وعالما باهرا، وأستاذه كوتيامو مسليار ولينكود،
إنه سمّي بـ"بتيابلا" لأنه أنكح بنت أستاذه كوتيامو مسليار وكان الأساتذة الكبار يعظّمونه ويوقّرونه، وكانت زوجته أيضا عالمة وقورة تعلّم النسوة الكتب العظيمة من بيتها نفسه، وكان شمس العلماء من تلامذته الكبار ومريديه العظماء
إنه له تفاعلات خاصة في المنطقة الصوفية في كيرلا، وإن الناس كانو يأتونه للسلامة الروحية ولوصية الدعاء، توفّي في عمره ثلاثة وثمانين سنة 1957
كوتوملا أبوبكر مسليار
هو صاحب العلم المشهور الذي لا يسع لأهل كيرلا أن ينسـى هذا الشيخ العظيم، لا سيّما لإقليم مالابرم، ولد ببرنغاتبلم سنة 1918، لكنجالي حاجي تراييل وبوتيتات فاطمة، قضى سنوات في بلدته للتعليم البدائي، وتلمّذ من كاديري محمد مسليار من المسجدالجامعة بكاكوت، ومن أساتذته الكبار عبد العلي كومو مسليار، قضى عنده سبع سنوات، وكان هذه التلذه صار سببا لرفعته وعزته،
وتخرّج من كلية الباقيات الصالحات، وبعد تخريجه من كلية الباقيات الصالحات أسس درسا في كوتوملا، وفي أول وقته أتى عنده ثلاث طلاب، ثم اشتهر درسه درسا مشهورا في كيرلا بكثرة طلابه وكان المرحوم امام بشير مسليار وإيك حسن مسليار من بعض تلامذته المشهورة حتى اشتهر الأستاذ بكوتوملا بهذا الدرس المبارك الشهير، وكان عميدا لكلية الباقيات الصالحات من 1977 إلى 1987
وكان حاذقا في الخصومة بحزب البدعة والضلالة مثل بتي عبد القادر مسليار وشمس العلماء، ولما عقدت الحفلة لجمعية العلماء لعموم كيرلا بمناسبة مرور تسعة عشر سنة 1951 بودكرا، انتخب وتملا بابو مسليار إلى هيئة المشاورة لجمعية العلماء لعموم كيرلا وكان له منصب الأمين العام لهيئة التعليم لجمعية العلماء لعموم كيرلا وكانت زوجته فاطمة بنت الأستاذ الكبير كومو مسليار، ووافاه أجله سنة 1987-07-31 ودفن فسي المقبرة قرب بيته نفسه تغمدنا الله برحمته الواسعة وغفر الله لنا ولهم
السيد شهاب الدين إنبيجي كوي
ولد سنة 1922 مارس 10 للسيد بي ام عبد الله كوي في بيت قرب مسجد فانكاد، وهذه الأسرة إذا تفصّحنا جذورها نجد أنهم وردوا من اليمن للدعوة الإسلامية، فجدّهم السيّد علي شهاب نزل ولافتنم قبل سنوات لدعوة الكيرلويين إلى شاطئ السلم والسلامة، وتزوّج ابن السيد علي شهاب، السيد حسين شهاب من أسرة الملك أركّل، ثم ذهب إلى كاليكوت وسكن فيها، وسكن ابنه السيد محضار شهاب بمالابرم، وسكن ابنه السيد حسين شهاب ببانكاد
وكان صاحب التصوّف الصاف ويحب بلده ويغضب البريطانيين، وكان يشجّع الناس للقتال على البريطانيين فحبسه الشرطة وذهب به إلى ويلور، وتوفّي في تملناد ودفن بويلور،
وإن السيد بياماسأ بوكوي كان الإبن الكبير للسيد حسين شهاب، وكانت أم السيد شهاب الدين انبجي كوي بيمناد بهيا بيوي، إنه حصل العلوم البدائية من بيته نفسه، وتعلّم العلوم المادّية إلى الصف التاسع حينئذ، واشتاق أن يتعلم كثيرا في العلوم الدينية، وأتى الشيخ صدقة الله مسليار وكرنبنكل أحمد كوتي مسليار للتعليمات الدينية الغزيرة وسكن بفانكاد ووندور وكوتاكل وفرياد للتعليم الديني
ولما استولى قاضيا سنة 1947 كان سنّه اربعة وعشرين وكانت ينصّب القضاة في جميع البلاد في ذلك العهد، ثم جعلته الحكومة المدراشية قاضيا في ضلع كالكوت بعد أن كانت الهند محرّرا من أيادي البريطانيين سنة 1947 ستمبر، وقضى عمره قاضيا اثنين وخمسين سنوات
وأنفق أوقاته الثمينة في مطالعة الكتب وقرائة الكتب الأخى والتصديرات المتوفّرة، كان صاحب لسان فصيح في اللغة العربية وتبرّع تصديرات في العربية واللغة المحلّية أي المليالمية، وجبر لكثير من المشكلات المعقدة وكان تواضعه أعان لترويج الدين الحق خلال الأمة اللااسلامية ويصمد أساس السلامة والسلم ويشجّع على الإتحاد والوحدة في الشؤون الإجتماعية
زوّج بنت السيد عيدروس كنج كوي زينبة، وولد فيه خمسة أبناء وثلاثة بنات وتزوّج السيد عمر علي شهاب بنته خديجة جاسمين، واستولى منصب القضاء بكالكوت بعده ابنه السيد محسن علي شهاب
الخاتمة
هذا ارخاء السدول لمجاهدة سهرت فيه اليالى الطوال وقطرت في العرقات، فلله الحمد الجزيل السرمدي والشكر الوفير الابدي الذي شاكرها يحتاج شكرا لشكرها كذلك شكر الشكر يحتاج يشكر، لما هداني واعطاني واحظاني توفيقه المديد النديد واظل علي عونه وتأييده لتكميل هذا البحث القويم حتى مستطاعي
ولا أستحق أن هذه الدراسة كاملة شافية، مع أني اجتهدت لتشميل النكت التي تتوفّر في هذا الموضوع، ولم أمكن أن أر كتابا مؤلّفا في اللغة العربية ولا في اللغة المليالمية المحلية، فاضطررت أن أفتش كثيرا من الكتب في المكتبات القديمة مثل كتب خانه بتانور وإني قمت بالمقابلات بكبار الشخصيات الباهرة في هذا الموضوع
وتصوف كيرلا متميز من التصوف الذي يستقر في غيرها من الولايات بشكل عام وفي مالابر بشكل خاص، هناك شمّ اليمنيين لتصوف مالابرم، أكثر صوفيتها وأكبرهم مصادرهم يمن الذي قال صلى الله عليه وسلم في اليمن: الإيمان يماني والحكمة يمانية، فإذا قمنا بدراسة التصوف الحقّ نمكن أن نتفهم حقيقة التصوف من بين المتصوفين الزائفين الذين يريدون بالتصوف الدنيا وجاهها
وهذه الدراسة يمكن البحث فيها على مجالات كثيرة نمكن أن نحوّلها مقارنة بين الصوفية القديمة والحديثة ويمكن أن نوجّهها إلى دراسة التصوف الحق ا لمستقر في مالابرم والتصوف الزائف إني بحثت معتمدا على شخصيات الصوفية ليفهم حقيقة التصوف عبر الأشخاص من حيث تفجّر المتصوفين في كيرلا
وإني لم أسعه أن أشمل كثيرا من الصوفية التي عاشوا في مالابرم لضيق الورقات وزيادة البيان فيهم، ولم أمس الصوفية الراهنة الكثيرة مثل السيد بوكوي تنغل والسيد محمد علي شهاب وسي اشت عيدروس مسليار وبافوتي الحاج وما إليهم مع أننا جرّبناهم في حياتنا هذه تقبل الله منا أعمالنا بحذافيرها أعمالا صالحة وجزانا الله بأفضل ما جازي به عباده الصالحين- آمين
للمزيد تابع على الرابطة
മറുപടിഇല്ലാതാക്കൂhttp://nidaulhind.blogspot.in/